لم تمر عملية الانتحار الأخيرة التي أقدم عليها رب عائلة متكونة من أربعة أولاد، يقطن بحي 38 شارع محمد بوروبة أو ما يعرف بحي ”الكوارا”، دون أن نسلط الضوء على الوضع الكارثي الذي يعيش فيه سكان هذا الحي والتي كانت من أهم الأسباب التي دفعت المدعو ”محمد•خ” إلى حرق نفسه للمرة الثالثة على التوالي دون أن تتحرك السلطات المحلية لانتشال عمي محمد وأمثاله من هذا الوضع المأساوي وغير الإنساني الذي يعيشون فيه منذ أكثر من أربعين سنة.• بيوت قصديرية على مشارف خط السكة الحديدية بدون ماء ولا غاز، ومراحيض مشتركة وقنوات صرف صحي متدفقة في كل الزوايا، وروائح قاتلة••• تلكم هي يوميات سكان حي ”الكوارا” ببوروبة منذ أزيد من أربعين سنة، وفي كل سنة تقدم لهم الوعود تلو الأخرى من أجل ترحيلهم لكن لا حياة لمن تنادي طالما أن بلدية الحراش وضعتهم في خانة النسيان ولا تتذكرهم إلا في المواعيد الانتخابية.• محاولة انتحار عمي محمد، ما هي في حقيقة الأمر إلا الوجه الخفي الذي يعكس معاناة أزيد من مائة عائلة تقطن هذا الحي في ظروف كارثية وتموت في صمت يوميا، حيث مازالت تترقب قرار ترحيلها مع إشراقة كل شمس حسب أقوال أحد سكان هذا الحي.• سكان حي ”الكوارا” المحاصرين بين خط السكة الحديدية ووادي الحراش أكدوا عقب عملية محاولة انتحار عمي ”محمد”، أن البلدية ظلمتهم على مدار الأربعين سنة الماضية، وهي اليوم تمارس عليهم سياسة التهميش والإقصاء من كل البرامج السكنية التي استفادت منها البلدية والتي في كل مرة تقدم فيها البلدية وعودا لسكان الحي بترحليهم .