أسفرت انتخابات مجلس الأمة على نتائج كانت متوقعة و معروفة بحكم العادة، ولكنها كشفت أيضا حجم الإسلاميين الذي تناقص ليصبح صفر في الغرفة العليا، واحد من المحسوبين على التيار الإسلامي صرح في وسائل الإعلام أن هذه النتيجة عادية بما أنهم شكلوا تحالفات وساندوا أحزاب أخرى، بمعنى أنهم تحالفوا مع الأرندي والأفلان وحزب الأفافاس على أنفسهم، الغريب أن هؤلاء رغم كل صفعة وضربة على القفا يتحدثون على قوتهم في الشارع، ففي النتائج لأخيرة للانتخابات المحلية قال كبيرهم أبو جرة سلطاني "أنهم المعارضة الأولى في البلاد"، ومن العيب جدا أن تكون المعارضة الأولى في البلاد صفرا، و لو كانت هذه الأحزاب وعلى رأسها حركة " الحمص" التي من كثرة لعبها على الحبال سقطت سقوطا مميتا تحترم نفسها لحلت نفسها بنفسها على الاصفار التي تأخذها مثل التلميذ الخايب الذي يعيد السنة كل سنة، ويرد اللوم والأعذار على صعوبة الدروس وعلى الطقس البارد، وعلى تواطؤ المعلم ضده وغيرها من الأعذار القبيحة، لأنه من غير المعقول أن بتواطؤ كل شيء على هذه الأحزاب وتظل هي تمارس السياسة وتدخل كل امتحان وهي تعرف مسبقا أنها ستخرج "بكعيكعات". الإسلام دين ولم يكن أبدا حزبا يتم به البيع والشراء وعقد التحالفات المريبة، وفتح راس مال لشركات وسجلات تجارية لذا يظل هذا الدين دوما الثابت القوي، ولكن من يدعون أنهم يمثلونه هم الصفر الثابت لأنهم أبعد عنه بعد الأرض عن السماء أو أكثر .