مشاركة حزب الأفافاس في التشريعيات القادمة هو الحدث البارز في هذه التشريعيات.. فالأفافاس هو الحزب الوحيد الذي يملك برنامجا بديلا لما هو قائم من فساد سياسي طال كل التشكيلات السياسية الكبيرة والصغيرة على السواء.. ولهذا فإن هذا الحزب بإمكانه أن يقدم للجزائريين الأمل الحقيقي للتغيير خارج منظومة الفساد الذي طال كل شيء في هذه البلاد. الأفافاس هو الحزب الوحيد الذي سيشارك في الانتخابات القادمة وبإمكان أي مواطن أو إطار شريف وكفء ونزيه أن يترشح على قوائمه ولا يحس بالخجل من نفسه! عكس ما هو حاصل في أحزاب الإسلام المزيف وأحزاب التحالف أو أحزاب الأرانب! الأفافاس هو القوة السياسية التاريخية في البلاد بعد الأفالان.. وهو القوة الانتخابية الثانية في انتخابات حرة ونزيهة بعد الفيس المحل.. وبقي هذا الحزب سليما ولم يتلوث بأي فساد سياسي أو سلطوي. هذا الحزب رفض أن يكون أرنبا في أية رئاسيات أو آلة تأييد ومساندة كما فعلت أحزاب التحالف والتعالف.. ولم يشارك الأفافاس في أية مهزلة انتخابية مشبوهة تهدف إلى تمديد عمر الفساد والاستبداد والعبث بالدستور. كان الأفافاس دائما يبحث عن اجتماع وطني حول الدستور.. أي بناء نظام سياسي على أساس وضع دستور توافقي.. ورفض دائما أي توافق حول رئيس أو نظام حكم استبدادي لا تحكمه مؤسسات خاضعة للقانون والدستور. الأفافاس الآن هو الحزب الوحيد الذي يمكن أن يوفر للجزائريين إمكانية التصويت على البديل الذي لا يقبل أن تعبث به أصابع العابثين على مستوى إعداد القوائم.. أما ما عداه من الأحزاب فهي عبارة عن أرانب سياسية أو فئران تجارب أو أحسن الحالات آلات تأييد ومساندة للفساد والاستبداد. عندما تقول قيادة الأفافاس "إن المشاركة في الانتخابات القادمة تبقى مشروطة بعدم السعي إلى التزوير" فهذا يعني أن الأفافاس يعرف جيدا أن التزوير هذه المرة لن يكون على مستوى صناديق الاقتراع.. بل سيكون على مستوى إعداد القوائم.. وموقف الأفافاس هذا بدل على أنه لا يريد أن تكون قوائم مرشحيه خاضعة لأي نوع من أنواع التزوير.. وبذلك قد يحرر الأفافاس بقية الأحزاب الأخرى من هذا الخطر! بالفعل مشاركة الأفافاس خبطة سياسية لصالح الحزب يمكن أن تجعله القوة السياسية المهمة في الحياة السياسية بعد الانتخابات.. وقد تزداد أهميته إذا انفتح وطنيا وعبر التراب الوطني على كل الوطنيين الشرفاء الذين يطمحون للتغيير ولا يجدون الإطار الذي يمارسون فيه هذا التوجه! وبصراحة لم يبق أمام الجزائريين الشرفاء من الجبهات الثلاث الفائزة في انتخابات 1991 سوى جبهة القوى الاشتراكية جبهة نظيفة لم تلوث بالعنف كما هو حال الفيس أو بالفساد السياسي كما هو حال الأفالان! وعلى جبهة الأفافاس هذه مسؤولية تاريخية لإنقاذ البلاد بتوفير البديل المقبول سلميا.. لكن بقدر ما هي مدعوة إلى الانفتاح على الوطن بالكامل بقدر ما هي مطالبة بأن تحترس من إمكانية تلويثها بالانتهازيين وصيادي الفرص! نعم يمكن أن يكون الأفافاس القوة السياسية المدعوة إلى إنقاذ الوطن من المحنة السياسية التي يعيشها الآن إذا تصرف بحكمة.. وقد يكون هذا أيضا مخرجا مشرفا للسلطة!