مباشرة بعد الخسارة المذلة التي مني بها الفريق الوطني الجزائري الذي لا يعرف أغلب اللاعبين فيه التحدث باللغة الرسمية بدأ الحديث عن مسح الموس في المدرب، وبدا الحديث أيضا عن استعادة سعدان، بينما المشكلة ليست لا في سعدان ولا خليلوزيتش ولا في اللاعبين الذين يملكون جواز أخضر ويحملون قلبا أزق، الأمر يا ناس أكبر من استبدال مدرب بآخر أو تبديل فريق بآخر، فلو كانت مشكلة البلاد متعلقة بالرياضة لهان الأمر ولكن الانكسارات ليست فقط مع " الخضرة" ، بل في مختلف المجالات، وإن كان سعدان استطاع ان يظهر ويخلق فريق من العدم ويحرز به بعض النجاح، فهذا لأن سعدان نوعية فريدة نادرا ما توجد لأن النجاح تصنعه عوامل متكاملة ومترابطة، من السياسة إلى الاقتصاد إلى المجتمع ولكننا منكسرين في كل شيء ومن الطبيعي أن يخرج الفريق من الدور الأول بخفي حنين ولو صرفت عليه ملايير الدنيا، وحتى لو جلبنا فريق البارسا بعازفه الساحر ليونال ميسي فإننا سنحقق نفس النتائج، ببساطة لأن المسؤولين لدينا معقدين مع الإنسان الجزائري ومفتونين بكل ما هو أجنبي، لهذا هاجر الكثير من الإطارات في مختلف المجالات أطباء، مهندسون، خبراء، دكاترة، أدباء نحو الخارج فحققوا المعجزات، في الوقت الذي كانوا هنا على الهامش ينتظرون فرصة ولو ضئيلة ولكن فرصتهم تضيع في كل مرة لأن الأجنبي صار مع مرور السنوات هو صاحب الدار وأصحاب الدار صاروا مجرد موظفين وخدم في دارهم، لذا فالجزائر ضيعت ليس سعدان واحد فقط، بل ضيعت سعدان في الرياضة والطب، وفي الهندسة وفي الاقتصاد كل هؤلاء كانوا ضحية عقلية حب الأجنبي .