يعاني تلاميذ الأحياء المعزولة لبلدية هراوة (شرق العاصمة) يوميا، نتيجة انعدام المرافق التربوية، خاصة في الطور الابتدائي، بالموازاة مع ندرة النقل المدرسي الذي لا يغطي الاحتياجات الفعلية لتقريب هؤلاء المتمدرسين من الابتدائيات المجاورة، وهو الوضع الذي أثر سلبا على التلاميذ الصغار أمام بعد المسافة والأخطار التي تترصدهم يوميا. وحسب شهادات بعض أولياء التلاميذ، فإن واقع معاناة أبنائهم يتكرر في كل سنة دراسية أمام غياب مؤسسات تربوية بكل من أحياء برايدية، أولاد معمر، حي العربي وتجمعات سكانية معزولة بحي عين الكحلة، حيث يضطر أبناؤهم إلى التوجه إلى الابتدائيات الأقرب من مقر سكناهم، وتصل المسافة التي يقطعها هؤلاء إلى الكيلومترين سيرا على الأقدام في رحلة الذهاب فقط، ناهيك عن فترات الدراسة التي يضطر التلاميذ بموجبها الى قطع 8 كيلومترات يوميا وفي احسن الاحوال تصل الى 4 كيلومترات في حال الظفر بمقعد في النقل المدرسي الذي لا يتعدى الحافلتين من الحجم الصغير، حيث يتم تغطية رحلة الذهاب صباحا والعودة مساء دون الفترات الاخرى التي يصعب التحكم فيها أمام العدد الهائل من تلاميذ هذه الأحياء المعزولة. كما أبرز الأولياء في سياق حديثهم عن معاناة أبنائهم في قطع هذه المسافات وسط مناطق زراعية غير مأهولة بالسكان، وهو ما يجعلهم عرضة لأخطار عديدة مثل الكلاب الضالة، بالإضافة الى صعوبة السير في طرقات غير مهيأة، خاصة في فصل الشتاء، بالموازاة مع خشيتهم من حوادث المرور في بعض المواقع، وهو ما يحتم مرافقة الأولياء لهم في أغلب الأوقات.. مناشدين في ذلك الجهات المعنية، التدخل لحل معاناتهم اليومية. وفي هذا الإطار أوضح رئيس بلدية هراوة السيد علي معمري، أن مصالحه استكملت إجراءات تدعيم النقل المدرسي بحافلة جديدة قريبا، رغم ان العملية لا تحل المشكل في ظل عدم تجسيد مشروع 24 قسما دراسيا بهذه الأحياء في ظل أزمة انعدام الوعاء العقاري التي ترهن مستقبل قطاع التربية بالمنطقة أمام الحاجة الملحة للعديد من المؤسسات التعليمية في مختلف الأطوار، وهو ما يستدعي تدخل الجهات المعنية لحل هذا الإشكال على الأقل في قطاع حساس يكون جيل المستقبل ويخفف من متاعب المواطن البسيط ببلدية هراوة.