لا أعرف ما أصاب شقائق الرجال في هذه البلاد، بعد أن صعَدن مطالبهن إلى سقف عالي جدا .. لتضاف إلى قضايا هذه البلاد العالقة في أدراج الأسياد والأرشيف المهمل والمنسي من قضايا الفساد التي لم يحلها الحلال وأغلق عليها "بدوبل بلا" إلى قضيا البطالة، مرورا بقضايا السكن، وقضايا البيروقراطية، فضية أخرى أسمها قضية المرأة .. وهكذا تركنا الأصل ورحنا نبحث عن الفرع وللأمانة اللوم هنا لا يقع على المرأة الجزائرية قدر ما يقع على أشقائها ( حتى لا أقول رجال ) فلو وجدت " لالة عيني" في هذه البلاد رجالا حقيقيين يعرفون معنى الرجولة، لما خرجت إلى الشوارع منادية بحقوق لا نعرف إن كانت تريد بها حقا أو باطلا .. ولو فعلا وجدت " مدام دليلة" رجل يلزمها حدها لما اشتكت إلى المنظمات الدولية التي أصبحت تحول بين الرجل وزوجه، ولأننا نفهم الحقوق بالمقلوب، صارت قوائم التوظيف والمسابقات كلها ملك لتاء التأنيث، ولا تجد في وسط مسابقة التوظيف الفائزة اسم لعياش ولا قدور، لدرجة أن مصالح إدارية وصناعية كاملة تشغلها النساء، وإن كان البعض يتحدث عن هذه الأمور بأنها انجازات، فصراحة لا افهم أين الانجاز في امرأة تتسلق عمود الكهرباء لتصلحه، ورأيت الأمر بأن عيني في حصة تلفزيونية وقالوا عن الأمر انجازا عظيما، وثمة نساء في الريف والبوادي ما زلن يرعين الغنم، ويحتطبن ويحصدن ولا جمعية ولا هيأة دافعت عنهن وحاولت أن تتحدث عن حقوقهن، ببساطة لأن هؤلاء الحرائر يعرفن أن حقوقهن حين يجد أولادهن ورجالهن وظائف وكرامة تصونهم وتصونهن، وبعد أن صارت المرأة تطالب بحقها في دخول الملاعب وركوب دراجة "الموطار" والأولوية في الانتخابات والفوز بها دون نضال، وكل هذا تحقق، أوليس حريا بالرجال أو ما بقي منهم على قيد الأمل أن يطالبوا بحقوق المرأة لهم كي يشتغلوا ويعملوا ويتزوجوا وينجبوا ويتساووا بالنساء، ويحققوا المساواة، حتى نطبق المثال "كي لالة كي سيدي"