صغرت قضايانا الكبرى من قضية فلسطين مرورا بقضية الوحدة العربية والتعاون العربي لتنزل إلى أسفل السافلين ونخلق لأنفسنا قضية جديدة اسمها قضية المرأة، وللأمانة اللوم هنا لا يقع على المرأة العربية بقدر ما يقع على عاتق أشقائها (الذكور) ولا أقول الرجال لأن عهد الرجال في الزمن العربي انقرض، فلو وجدت المرأة العربية في عالمها العربي الممتد على مد البصر رجالا حقيقيين يعرفون معنى الرجولة، وواجبه تجاه أمته لما خرجت إلى الشوارع منادية بحقوق لا نعرف إن كانت تريد بها حقا أو باطلا .. ولما اشتكت إلى المنظمات الدولية التي أصبحت تتدخل في أبسط أشيائنا بل أصبحت تحول بين الرجل وزوجه. وواقع الحال أن المرأة العربية ليست وحدها من تبحث عن حق ضائع بل حتى الذين لهم "شوارب" يقف على أطرافها الصقور راحوا يبحثون عن حقوقهم المهضومة، لكن بصمت وبطأطأة الرؤوس، ولست هنا مع أشباه النساء اللاتي فقدن أنوثتهم وكرامتهن فخرجن يحرضن الحرائر على المطالبة بمفاسد بدعوى حقوق المرأة مع احترامي لكل امرأة عربية أبيّة تدافع عن حقها وحق شقيقها بوعي منها أو بغير وعي. وعلى الذين يبحثون عن حق المرأة نقول إن حقها في تشغيل ابنها العاطل عن "الأمل" والانتصار لكرامة زوجها في المصانع تلك هي في اعتقاد أي عاقل الحقوق الأساسية للمرأة الحرة. وللذين يطالبون بحقوق المرأة اليوم ويريدونها مجرد ديكور لمكاتبهم وتحفة جميلة تمتع أعينهم، ما عليهم إلا أن يجعلوا من بناتهم تحفا وديكورا لمكاتب أسيادهم وبعدها فليتكلموا ويدلوا بدلوهم حتى وإن كنت أجزم أن غالبيتهم لا مانع لديهم في الأمر وبأن تتحوّل بناتهم ونساؤهم إلى قطع للعرض في دور العرض لأن زمن الرجال قد ولّى. هكذا تميّعت كل القضايا الكبرى لتصبح قضيتنا الكبرى، هل يجوز للمرأة أن تقود سيارة أم لا، هل من حقها أن تختار رجلا وتخرج معه متى شاءت أم لا ..؟؟ لينتهي عهد الرجولة ويصبح الرجال في عالم العربان- إن بقي رجال طبعا - مجرد أشكال آدمية ينتظرون نساء تخطبهم وتتزوجهم. وإن كانت المرأة في عالمنا العربي تستعد لتقلد المسؤوليات المختلفة من سائقة باص إلى وزيرة للعدل تحت ضغط الولاياتالمتحدةالأمريكية، نرجو نحن الرجال العرب إن بقيت لنا رجولة طبعا أن يعتبرونا نساء ويمنحونا حقوق المرأة ..