تخطت الحملة الاعلامية التي تشنها المغرب على الجزائر كل الخطوط الحمراء، ففي آخر خرجة إعلامية لصحفها، صدر أمس مقال عبر صفحات جريدة متكالبة على الجزائر، ذهب فيه رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات عبد الرحيم المنار اسليمي بخياله إلى أبعاد خطيرة ، حيث أتهم المخابرات الجزائرية بانتاج الفيديو الأخير الذي انتشر عبر الانترنت، وهو شريط التهديد المنسوب إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي، ضد المغرب ومصالحه والصادر عن "مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي"، وقدم عبد الرحمن دلائل واهية ،وشبه قراءة تحليلية لشكل الشريط ومضمونه في ربطه مع السياق الإقليمي الذي يندرج فيه، مشيرا في مقاله إلى ما وصفه ب"بصمة مركز الاتصال والنشر التابع للمخابرات الجزائرية" وتورطها في انتاج الشريط، دون تقديم دلائل واقعية واكتفى الكاتب في مقاله بعبارات أدبية و اتهامات لا أساس لها من الصحة، وذهب رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات بخياله لحد القول أن الجزائريين يتطلعون لفتح الحدود مع المغرب، وصور صاحب المقال الوضع في الجزائر بالكارثي و قريب من الحرب الأهلية. وقال أن الجزائريين يريدون عودة "لامين زروال " إلى الحكم لإنقاذهم من عشرية سوداء ثانية قادمة، وأنه إذا حدث ودخلت البلاد في مواجهات فإنها ستكون أصعب من سنوات العشرية السوداء الأولى، فالجزائريون –حسب المقال- "سيأكلون بعضهم البعض لسنوات طويلة"، واتهم الجزائريين بالتهريب ،الاختطاف و التجارة في الأسلحة والمخدرات، واتهم رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية من جهة أخرى الجزائر بعرقلة التعاون الأمني في منطقة الصحراء والساحل وداخل الاتحاد المغاربي، وقال أنها صنعت سيناريوهات متعددة لزعزعة الاستقرار الأمني في المنطقة المغاربية والساحل والصحراء، ويبدو اليوم أن هذه السيناريوهات تنقلب على نفسها-يضيف الكاتب- الذي واصل تكالبه على الجزائر بقوله أن الجزائر لم تعد فاعلا أساسيا في منطقة الساحل منذ التدخل الفرنسي شمال مالي، وأصبح جنوبها وشرقها فضاء جغرافيا واسعا لالتقاء شريطين للإرهاب، الأول الممتد من الحدود الموريتانية المالية إلى سيناء مرورا فوق الأراضي الليبية، والثاني من مثلث جنوبالجزائروجنوب ليبيا وشمال تشاد إلى الأراضي الصومالية مرورا بجماعة بوكوحرام النيجيرية ونواة التطرف الجديدة في إفريقيا الوسطى وتشاد انطلاقا من جنوبالجزائروجنوب ليبيا، والقارئ للمقال يلاحظ الهجوم الواضح على لجزائر و شعبها و قيادتها ورموزها ومكانتها العالمية بطريقة لا يمكن السكوت عليها.