تباينت مواقف أساتذة الطور الثانوي على مستوى الجزائر العاصمة امس حيال مواصلة أو التوقف عن الإضراب الذي كان قد شرع فيه منذ الإثنين المنصرم بدعوة من المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (كناباست). و غداة استقبال وزير التربية الوطنية لأعضاء من الكناباست في اجتماع لم يفض إلى توافق نهائي لوقف الإضراب انقسم الأساتذة بالثانويات التي زارتها واج) بين من اختار مواصلة هذه الحركة الإحتجاجية و من فضل التوقف عنها. فعلى مستوى ثانويتي "بلكين" و "الثعالبية" بدائرة حسين داي التحق بعض الطلبة بمقاعد الدراسة بصفة عادية فيما لم يتمكن آخرون من استئناف دروسهم بسبب إصرار أساتذتهم على مواصلة الإضراب إلى غاية التوصل إلى اتفاق بين ممثليهم والوصاية. وقد أبدى السيد رشايد محمد الذي التقيناه أمام ثانوية "بلكين" امتعاضه للموقف"المتعنت" لهؤلاء الأساتذة الذين "يرمون بمصلحة التلاميذ عرض الحائط" خاصة المعنيين بالإمتحانات المصيرية. و قال السيد رشايد وهو والد لتلميذ في السنة الثانية ثانوي وتلميذة في السنة النهائية "يمكنني تفهم تمسكهم (المضربين) بالمطالب الشرعية المرفوعة غير أنهم كانوا قادرين على التعبير على احتجاجهم بطريقة أخرى لا ترهن مصير التلاميذ ولا تنال من عزيمتهم". وعند مدخل ثانوية الإدريسي (ساحة أول ماي) وقفت أميمة تودع زميلاتها قبل أن تعود أدراجها إلى البيت بعد أن تم إخبار تلامذة قسمها بأن اليوم لن يكون مختلفا عن الخمسة أيام المنصرمة و بأن الإضراب متواصل إلى غاية إشعار آخر. و أعربت أميمة عن تخوفها في ظل إصرار بعض الأساتذة على متابعة الإضراب حيث قالت "لقد أصبح اللجوء إلى الإضراب سلاحا ترفعه النقابات في كل موسم دراسي غير آبهين بمصيرنا أو بالتأثير النفسي الذي قد يخلفه في نفوسنا" مسجلة أملها في أن يتوقف هذا الإضراب قريبا. وعلى نقيضها أبدت منى قناعتها بأن هذا الإضراب سيتوقف آجلا أو عاجلا مضيفة على سبيل المزاح بأنها ليست قلقة بهذا الخصوص و تعتبر هذا التوقف عن الدراسة بمثابة "استراحة محارب". و نفس الأمر توقفت عندنا عنده بثانوية "عبد الحفيظ بوصوف" بالقبة أين زاول بعض الأساتذة مهامهم بصورة عادية فيما فضل آخرون التمسك بالإضراب إلى غاية "اتضاح الرؤية". و من جهة أخرى كان أساتذة بعض الثانويات على غرار "البجاوي" و"محمد بوضياف" بالمدنية و"عائشة أم المؤمنين" بحسين داي قد قرروا و منذ أول يوم عدم الدخول في الإضراب غير أن المسؤولين عليها رفضوا الإدلاء بأي تصريح بهذا الخصوص.