السعودية غاضبة جدا من التقارب الأمريكي الإيراني، وتفاجأت بالأمر جدا، الكارثة ليست في هذا التقارب، بل في عدم معرفة السعودية بذلك، لأنها كانت تنام في العسل لعقود طويلة معتقدة أن امريكا شيكا بيكا بمثابة الأخ الأكبر للسعودية وإن كان هذا الأخ كافرا، رغم أن معالم هذا التقارب كانت واضحة، ليس منذ سنوات بل منذ عقود طويلة، فلو كانت واشنطن عدوة فعلا لطهران لنفذت تهديداتها ضدها، فمنذ وعيت وأنا اسمع عن ضربة أمريكية وشيكة لإيران، ولكن الوشيكة هذه طالت لدرجة أن السعودية لم تتنبه لها مع طول الايام وتجدد التهديدات، الغريب أن امريكا شيكا بيكا حين هددت العراق ضربته ونفذت وعيدها وسلمته لطهران على طبق من ذهب لدرجة أن النظام العراقي تابع لطهران وليس لواشنطن ورغم ذلك بقيت الرياض تشعر بالسعادة لحماية واشنطن لها من صدام الذي كان يحمي بلاد الخليج كلها من طهران، واليوم السعودية غاضبة جدا من حليفها الاستراتيجي كما يحلوا للساسة بين البلدين ان يقولوا والحقيقة أن الحليف الاستراتيجي جعل بلاد الخليج مجرد جسر لتحقيق أهدافه بالتحالف مع طهران، عموما ان تستيقظ متأخرا خير ان لا تستيقظ أبدا، لكن الخوف كله أن تكون السعودية تحلم بأنها تعارض امريكا ولم تستيقظ بعد، لأن امريكا وضعت بلاد الحجاز في الجيب ولكن إيران حليف استراتيجي حقيقي ولكنه لا يوضع في الجيب .