تتواصل بقصر الثقافة بالجزائر فعاليات الطبعة الثالثة للمهرجان الوطني للزى التقليدي المخصصة للملحفة هذا الزي التقليدي النسوي المنتشر في مختلف مناطق الجزائر باحتفالية استحضرت الكثير من التقاليد والعادات الجزائرية . كشفت هذه الطبعة الثالثة التي أشرفت على تدشينها وزيرة الثقافة خليدة تومي عن تحف حقيقية جادت بها أنامل المرأة الجزائرية محولة بهو قصر الثقافة الذي احتضنها إلى فسيفساء فائقة الجمال مزركشة بالألوان و مختلف الأشكال و الرموز ومزينة بحلي من الفضة والذهب التي ترافق هذا اللباس الأصيل المنغمس في تاريخ الجزائر. تنوعت معروضات التشكيلة المتألقة من الملحفات المختلفة التصاميم والألوان و نوعية المادة المستعملة في خياطتها ما بين المنسوجة على غرار ملحفة الاغواط التي أبدعتها المرأة التيجانية و التي تعود الى أكثر من قرن و نماذج أخرى من تيزي وزو و ايضا ملحفات صنعت من مختلف أنواع الأقمشة. و جاءت أيضا الألوان متباينة حسب المناطق والمناسبات التي تلبس فيها هذا الزي التقليدي حيث طغى الأسود على بعضها في حين كان اللون الأبيض و الوردي مسيطرين خاصة في ملحفة العروسة مثل الملحمة التي تمثل منطقة النعامة و الملقبة با"السرج" و المزينة بالحلي و الجواهر المحلية . و من بين الأزياء الجذابة في المعرض ملحفة العروسة لمنطقة ورقلة و هي قصيرة مقارنة بباقي المعروضات و أوضحت ممثلة المنطقة أن الغرض من ذلك هو تمكين العروسة من إظهار الحنة و الحرقوس الذي يزيين السيقان و الأقدام. كما عرضت أيضا تشكيلة من الملحفات تمثل منطقة تلمسان تعرف باسم الردا وكذا ملحفات منطقة الشاوية و البويرة و غرداية و غيرها من المناطق التي ينتشر فيها هذا اللباس . و إلى جانب الزي التقليدي عرضت أيضا ملحفات أدخلت عليها تغييرات في التصميم و الشكل و الطرز حتى تتناسب مع مستجدات العصر و ترتديها عادة العرائس من تصميم مصممات معروفات و هي كلها مستلهمة من الزي التقليدي لكن بروتوشات إبداعية حديثة مما يؤكد عودة الاقبال على هذا الزي. كما عرضت أيضا بجانب الملحفة تشكيلة من الحلي الفضية من تصميم حرفيين من تلمسان و أريس . و تواصلت أجواء افتتاح المعرض بحفل فني تميز بعروض راقصة لفرقة "أسوار" لمدينة غرداية وعرض موسيقي من إحياء الاركسترا السمفونية الوطنية. و قد أكدت وزيرة الثقافة خلال حفل التدشين على أهمية مثل هذه الفضاءات للتعريف باللباس التقليدي الجزائري الذي هو جزء من التراث الوطني و ويعطي صورة عن الحياة الاجتماعية و الثقافية في الجزائر عبر العصور. و اعتبرت الوزيرة أن تنوع هذا اللباس في تصاميمه و ألوانه و اشكالة من منطقة لأخرى يرمز للثراء و الوحدة في ذات الوقت.