تطرق موقع مهرجان الجزائر للسينما الى الفيلم الوثائقي “سينما كومونيستو” الذي قدمته المخرجة الشابة ميلا توراجليتش من صربيا، في زمن قارب الساعتين، بقاعة الموقار، بالعاصمة، روت فيه تاريخ يوغسلافيا السينمائي الذي عرف عصرا ذهبيا أرخ لنضال شعب طوال سنوات القرن الماضي، سيما فترة الكفاح الحاسمة من 1941 حتى 1945 ضد الألمان. صفحات من الماضي لم يعد لها وجود اليوم إلا في الفن السابع بعد رحيل ورقته الأخيرة الرئيس السابق تيتو بروز، الذي شاهد أكثر من 800 فيلم في حياته. واستعانت المخرجة في هذا الوثائقي على شهادات قدمها رفاق الراحل منهم ليكا كونسنتينوفيتش، مبرمج أفلام تيتو الخاص طيلة 32 عاما، لإبراز سلسلة من الوقائع من خلال استعراض أرشيف نادر ضم مجموعة من الحقائق التاريخية، سواء صور الرئيس تيتو وهو يشاهد الأعمال السينمائية أو لقطات من أفلام وأخرى عن كيفية التصوير والوسائل المستعملة من ملابس التمثيل والدروع وغيرها. حيث لا يزال بعضها محفوظا في رفوف شركة “أفالا فيلم” للانتاج، بينما أتلف أرشيف مهم بسبب آخر الحروب التي ضربت منطقة البلقان، أواخر التسعينيات والتي شهدت قصف إقامة الراحل تيتو ذو النزعة الاشتراكية. أكدّ الفيلم بأنّ السينما اليوغسلافية تمكنت من ترجمة التاريخ ومختلف الأحداث السياسية والثورية بصدق في أفلام عديدة تجاوزت 8801 فيلم في مدة لم تتجاوز 35 سنة، لقيت نجاحات باهرة بفضل الدعم المقدم من الرئيس تيتو، المولع بالفن السابع، لدرجة كبيرة جعلته يشرف على تشييد قرى خاصة بالسينما ويوفر عتاد ضخم لها، ناهيك عن كونه لم يعارض ولا مشروع حول انجاز فيلم سينمائي كيف لا وهو على قيد الحياة ويتابع أعمالا تنجز عنه وبحرية واسعة عكست شغفه للشاشة بالأسود والأبيض. بالمقابل حمل الوثائقي إشارات مؤلمة بعدم الاهتمام بما تبقى من إرث سينمائي يوغسلافيا سابقا وضياعه على قارعة الطريق. هذا الوضع تأسف له جميع من قدم شهادته الحية عن اهتمام تيتو بفن السينما.