مسرحية "مجرد نفايات" للمخرج بشير بن سالم تروي صراع نفسي لشخص مشبع بالافكار البطولية ينتهي به الامر خائنا لزملائه إبان الثورة التحريرية، العمل عرض سهرة أول أمس بمسرح بلعباس في إطار الليلة الثانية من المهرجان المحلي للمسرح. وفي تصريح لل "المسار العربي" أكد مخرج وصاحب سينوغرافيا المسرحية "بشير بن سالم" أنه حاول خلال العمل تصوير كوريغرافيا استعان فيها باكياس النفايات التي ترمز حسبه لاشخاص اختاروا الوقوف بجانب الباطل عوض الحق وباعوا أنفسهم وذممهم للعدو والمستعمر الفرنسي، وأضاف أن المسرحية تبرز ان هؤلاء لا مكان يتشرف باحتضانهم، حتى القمامة رفضتهم، الأمر الذي يبرزه المقطع أين يختار الخائن إلقاء نفسه في القمامة، إلا أن عمال النظافة يتخلصون من كافة الأكياس ويتركون الكيس الذي يحوي الخائن. وأضاف المخرج "بشير بن سالم" أنه حاول التطرق إلى فئة خانوا التورة الجزائرية ونقل جانب من التاريخ الجزائري وهذا بأقلمة النص الأصلي ل "قاسم مطرود" الذي يتكلم عن الثورة العراقية واسقاطها على الثورة المجيدة وتجسيد اساليب التعذيب التي مارسها المستدمر. المسرحية من بطولة "محمد درويش" و"بشير بن سالم" بطلها مشبع بالتضحية وقصص الفرسان الذين سطروا التاريخ كتب كثيرا عن الشجاعة وكتب عنه، سقط في يد الجنود الفرنسيين خلال الثورة، تحمل سائر انواع التعذيب بالكهرباء، الكي والإغراق... إلا انه تشبت بقيمه مستأنسا بحكايات الابطال والفرسان، قاوم لعدة ايام من الأسر ولم يشي بزملائه المجاهدين, لكن عندما هدد بالعدام سارع غلى قبول صفقة لم يعرف فحواها مقابل الغاء حكم قتله، ولاحقا اكتشف ان المعاهدة تنص على ان يشارك في اعدام المجاهدين الجزائريين والإخبار عن مكانهم، هنا يحس البطل بندم شديد ورغبة في الانتحار، إلا انه رأى أن الموت هو شرف لا يستحقه حاله الخائن فيبحث له عن مكان في أمياس النفايات ولكن حتى القمامة ترفضه. يذكر أن المسرحية عرضت أمس بالأول في إطار الليلة الثانية من المهرجان المحلي للمسرح لمدينة سيدي بلعباس الذي تتواصل فعاليته إلى غاية من 01 ماي المقبل.