أثارت صور مقتل جنود الجيش الوطني الشعبي، على يد مجموعة إرهابية بولاية عين الدفلى حفيظة رواد شبكات التواصل الاجتماعي، وضجت صفحات الفايسبوك بعبارات الاستنكار للعمل الإجرامي الذي صادف احتفال الأمة الإسلامية بعيد الفطر المبارك، وكذا الترحم على الضحايا من الشهداء، بينما أطلق “الفايسبوكيون” تضامنا مع هؤلاء حملة “أنا جندي”. نشر الجماعة الإرهابية، التي تعتبر بقايا ما يعرف ب”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، صور ضحايا الكمين، كان له الأثر العكسي الذي أرادت المجموعة الإرهابية أن تحققه من وراء رسالة تبنيها للعملية، حيث حاولت المجموعة الإرهابية من خلال ذلك تمرير رسالة إلى السلطة بأنها لا تزال متواجدة إثر الهزائم المتتالية التي تعرضت لها والتي جعلت تواجدها ينحصر ونشاطها لا يكاد يبين، حيث أدت صور الجنود الشباب وهم ملقون على الأرض غارقين في دمائهم إلى إطلاق حملة تضامنية كبيرة ترجمت على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي. وأطلق رواد الفايسبوك، ردا على بشاعة صور مقتل الجنود، حملة “أنا جندي جزائري شهيد يوم العيد”، مؤكدين على وقوفهم إلى جانب الجنود المحاربين للتطرف والذين سقطوا ضحايا للواجب الوطني، وتضمنت الحملة شعار “يموت هم لنعيش نحن” في سياق الاعتراف بالجميل، كما نشرت على العديد من صفحات الفايسبوك صور كثيرة لضحايا الاعتداء الإرهابي، حملت تعليقات “هذه صور أبطال الجزائر”، “شهداء الجزائر” وغيرها من العبارات التي تدل على الاستنكار الشديد للجريمة، وتحولت حسابات شبكة التواصل الاجتماعي إلى نافذة لتبادل التعازي والدعاء لهؤلاء الجنود بالمغفرة والرحمة، كما نقلت صفحات أخرى تشييعا لجنازات الجنود عنوانها “جنازة أبطال الواجب”، كشفت عن أجواء جنائزية مهيبة حضرها عدد كبير من المصلين. وتكشف ردود الفعل المتداولة على حسابات شبكة التواصل الاجتماعي لاسيما “الفايسبوك”، وأيضا حجم وقوة التعاليق المتداولة بين رواد الأنترنت، أن وسائل الاتصال الحديثة تمكنت من إظهار وجهة النظر الحقيقية للمجتمع الجزائري بجميع أطيافه وفئاته الرافضة لكل أنواع التطرف والإجرام الفكري فضلا عن الأعمال الإرهابية، والوقوف يدا واحدة ضد العنف بجميع أشكاله، من منطلق أن هذا النوع من الأعمال لا يمت للإسلام بأي صلة.