أعلن "الفايسبوكيون" في الجزائر حدادا وطنيا تضامنا مع أهالي الأطفال المفجوعين في فلذات أكبادهم، والتي أدخلتهم في رعب منذ حادثة اختطاف وقتل الطفلين "هارون وابراهيم" في قسنطينة، ولم تتوقف أصوات المدونين والناشطين عبر أهم الصفحات بتطبيق القصاص لوضع حد لظاهرة أرقت المجتمع أمام تزايد عدد السفاحين. لم ينم الفايسبوكيون في الجزائر ولم يهدأ لهم بال، أمس، بل منذ أن اهتزت كل المدن على وقع اختطاف وقتل البراءة، وكان آخرهم هارون وإبراهيم وسناء، وقبلهم سندس وشيماء وياسر. وأعلن الفايسبوكيون في الجزائر وخارجها بأنه لن يهدأ لهم بال إلا بتحرك الحكومة وإقرار ما يلزم لتطبيق القصاص في حق السفاحين الذين أبكوا الكبير قبل الصغير، وأفقدوا أهالي الضحايا طعم الحياة. وارتدت صفحة "ناس قسنطينة" السواد، وهي تضع صورة الطفلين هارون وإبراهيم، والتي تفاعل معها الجميع، وعلق أحمد قائلا "لن نتوقف عن المطالبة بالقصاص وفي ساحة عامة"، أما عائشة فكتبت "أي وحوش هذه التي تنتهك حق البراءة في العيش ونترك لهم المجال ليتجولوا بيننا". وتزامن الحداد مع الحملة التضامنية التي أطلقها أقارب العائلات المفجوعة في فلذات أكبادهم، ومع توقيف نشاط المحلات التجارية، أمس، وغيرت كل الصفحات صورها الرئيسية لتفسح المجال لصور البراءة المقتولة والمختطفة في مجتمع غلب عليه الانحراف، وعبارة الحداد تتوسطها. ودعا الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية بين الجزائريين، إلى التفاعل وحدث الجميع على الانخراط في مسعى الحداد، للضغط على الحكومة من أجل تفعيل حكم القصاص على قاتلي ومختطفي الأطفال، الذين تزايد عددهم بشكل رهيب في ظرف سنتين. وتوسعت حملات الناشطين لتتمكن من تجنيد الأطفال على الوقوف وقفة ترحم على الطفلين هارون وإبراهيم، في عدد كبير من المؤسسات التربوية خاصة في قسنطينة. وكتب عدد من الأطفال وهم يحملون الصور لتعزية عائلتا هارون وإبراهيم "أنا أحبكما يا هارون ويا إبراهيم رغم أنني لا أعرفكما ورحمكما الله"، وهي نفس الصورة التي هزت مشاعر الفايسبوكيين الذين تضامنوا كبارا وصغارا مع الضحايا. ومع هذه الصور تعالت التعاليق المطالبة بالإعدام الذي جمد منذ 1993، ليكون هؤلاء السفاحين عبرة لغيرهم، وكانت صفحة "وان تو تري تحيا الجزائر" و"الجزائر للأبد" وغيرهما في الموعد لحد الجميع على التضامن فيما بينهم. أوقفوا رعب "السفاح والرهينة" كما لم يتوقف الفايسبوكيون عن فتح صفحات خاصة للترحم على الضحايا، والحث على الحيطة والحذر من ظاهرة الاختطاف، والتصدي لها من خلال تقديم النصائح للأولياء وللأطفال. ودعا هؤلاء إلى تدوين مليون ترحم على الضحايا والمطالبة بالقصاص، لأن الكل معني والخطر قد يمس أي طفل يلعب في الحي أو بالقرب من المدرسة. ونقلت صفحة "احموا البراءة من الاختطاف في الجزائر" عدة نصائح للأولياء والأطفال، مصحوبة بصور تبرز كيفية التعامل مع أي شخص غريب، قد يكون أحد الخاطفين، من خلال الحيطة والحذر من كل شخص غريب، وعدم اللعب في الشارع من دون أي رفيق، ورفض أي هدية من شخص غريب في الحي أو بالقرب من المدرسة. كما تنصح الصفحة الأولياء على ضرورة أن يكون للطفل أصدقاء وأن يكون أغلب وقت لعبهم في المنزل، وبمرافقة منهم وحراسة في حال خروجهم إلى الحي. ومع هذا، لم يعد الفايسبوك مجرد موقع للتواصل الاجتماعي في الجزائر، منذ الأسابيع القليلة، بل صار في قلب المجتمع، يحذر من خطر المختطفين والمنحرفين، بالنظر إلى أن ضحاياه كانوا يصنعون فرحة الفايسبوك ببراءتهم وابتسامتهم، خصوصا وأن الكل يسعى في الفايسبوك أن تصنع الشبكة العنكبوتية في الجزائر "ناس الخير" لا مدمري المجتمع من المهووسين، ليحمل الجميع شعار "لا للسفاح والرهينة" في بلد الإسلام والشهداء والتضحيات.