بعض أيام تنقضي وينقضي معها 2010 ، وربما سيخرج بعض السفهاء ليرقصوا من غروب الشمس إلى طلوع الفجر ، وسيجمع البعض أيضا متاعهم ليقضوا " الريفيون " في بلاد "الريفيون" فالجزائر وأغلب شعبها لا يستسيغون لا –الريفيون- ولا شجرة الميلاد، لأن الغالبية الساحقة ما زالت تبحث عن لقمة او قطعة خبز ، ولا وقت لديهم للاحتفال برأس السنة الميلادية ورغم هذا يخرج بعض الفقراء الممسوخين حضاريا والذين يقلدون كل شيء، للرقص حول النار في درجة حرارة تشبه الصقيع، ويقولون لبعضهم البعض والأسنان فيهم تصطك " بون آني " وكل يحتفل حسب جيبه، المشكلة المهمة هو بماذا يحتفل هؤلاء..؟ فالغرب إن كانوا يحتفلون فذاك عيدهم وذاك عامهم ربما يحتفلون بنجاهم وتطورهم وانجازاتهم، أما عندنا فما الذي يحتفلون به ..؟ فأكثر العرب ما يزالون لم يدخلوا بعد عام 2010 يعني ربما نحن نحتفل بعام ليس 2011 لأننا في واقع يشبه كثيرا واقع ما قبل الثورة الصناعية في أوربا بكثير حتى قبل حتى الآلة البخارية التي مازلنا لم ننتجها بعد ، ولكننا " نبتلع " كل ما يصدروه لنا من خردة ومن أفكار تشبه الخردة أيضا، وخلاصة القول أن القوم هناك يحتفلون برقيهم ، أما نحن فنحتفل ونرقص بعرينا وتخلفنا ، ونضحك على أنفسنا بدل من ان نجعله عام نراجع فيه حساباتنا وكل ما من شأنه أن يضعنا أمام المرآة لنرى أنفسنا ولكن للأسف نحن نرقص لكي نحتفل ونحتفل كي نرقص اما هم فيرقضون لنجاحهم ويحتفلون لنجاحهم وربما لو سألت الناس عندنا ماذا يعني العام الجديد سيحيبك أغلبهم هو " الريفيون انتاع بون آني " ويا أمة ضحكت من جهلها الأمم.