يعتبر خبراء أن ترجمة الموشح أي الشعر العربي الأندلسي الذي يتم التغني به في النوبة إلى اللغات الأخرى يكتسي أهمية بالغة في نقلها إلى جمهور متعدد الثقافات بحيث تترجم بصدق أداء الفنان للأغنية. و قد شكل الموشح الشائع في الغرب ابتكارا أدبيا في إسبانيا المسلمة و نوعا من القطيعة مع الشعر العربي الكلاسيكي الذي ترجم جزء كبير منه من قبل مترجمين إسبانيين و إنجليزو فرنسيين. و يذكر المترجم و الكاتب ، سعدان بن باباعلي في ، هذا السياق ، بأن "الشعر العربي معروف منذ أن ظهر المستشرقون في القرنين 19 و 20 لأن كل الشعر القديم المسمى بالشعرالجاهلي و شعر العصرين الأموي و العباسي ترجم إلى لغات أخرى". و أشار، بن باباعلي ، إلى أن الشعر العربي ليس "مهمشا" لكن الشعر الأندلسي لم يترجم بكامله" لاسيما الموشح الذي كثيرا ما يغنى في المغرب العربي من قبل مغنين الأندلس. و يرى ذات المتحدث ، أن دور ترجمة هذا الشعر يكمن في "نقل تراث ثقافي إلى العربية و إلى جمهور لا يعرف اللغة العربية لكن يحب الثقافة العربية و يود أن يتعلم مواضيع و أساليب العلاقات بين الناس في هذه الثقافة. و أوضح ، أنه بالرغم من أن المؤلفات المزدوجة اللغة متوفرة في المكتبات و محلات بيع الكتب الأوروبية إلا أن ترجمة الأدب و الشعر العربيين تتطلب "جهودا كبيرة" داعيا إلى خلق تبادل بين الجامعيين المتخصصين في هذا المجال. كما ذكر، في هذا السياق ، أنه يمكن أن لا تكون هناك أية صعوبة في إيجاد العديد من المؤلفات المزدوجة اللغة و الترجمات في أوروبا. و أضاف ، أن "المجتمعات الغربية تهتم بالأدب و الشعر العربيين بحيث تتوفر كل الجامعات العربية على قسم للغة العربية يكون فيها الأدب العربي ممثلا أحسن تمثيل. و اعتبر ، بن باباعلي ، أن "ترجمة الموشح إلى لغات أخرى ليست موجهة إلى جمهور غير عربي بل إلى الجمهورالعربي الذي لديه معرفة محدودة بمجال الأدب". و لدى تطرقه إلى خبرته مع الفنانة ، بهيجة رحال ، أشار، إلى أن ألبومات هذه الأخيرة ترفق بكتيب يتضمن شعر الغناء باللغتين العربية و الفرنسية". كما ذكر إصدارات رحال، بن باباعلي ، "الحب و المرأة و الحدائق في الشعر الأندلسي" الوكالة الوطنية للنشر و الإشهار 2010) و ''الريشة و الصوت و المضراب" (برزخ 2008) اللذان يمنحان ترجمة إلى الفرنسية لحوالي 50 شعر أندلس. بهيجة رحال: الترجمة تسمح للجمهور "بالدخول" إلى عالم الموشح و ترى بهيجة رحال أن الترجمة تسمح للجمهور و الفنان "بالدخول" إلى عالم الموشح و الإحساس بمعنى كل كلمة. وصرحت ، أن "ترجمة الشعر الأندلسي إلى لغات أخرى يعني بالنسبة إلي منح فرصة للفنان لنقل المعنى العميق لهذا الشعر إلى الجمهور العريض بحيث تسمح الترجمة للفنان بجلب الجمهور". كما أشارت ، إلى أنه "في عالم الموسيقى لا يمثل عدم التحكم في اللغة العربية عائقا لأننا قادرون على السفر عن طريق جمال الصوت و اللحن. لكن فهم النصوص التي يتم غناؤها يساعد الفنان على نقل إحساس و صدق في غنائه". و أوصت بهيجة رحال رؤساء أجواق جمعيات الموسيقى الأندلسية بتخصيص حصة من الدروس لفهم الشعر الذي يؤديه التلاميذ حتى يتسنى لهم التعبير عن المعنى "الحقيقي" للكلمات و المقاطع.