أكد المخرج السوري أيمن شيخاني، على ضرورة الخروج بالدراما الجزائرية خارج الحدود الجغرافية، وإيصالها إلى سائر البلدان العربية، مضيفا، أن هذا التوجه سيكون لا محال، اليوم أو غدا، خصوص مع الإنفتاح الذي فرضه الراهن ووسائل الاتصال الحديثة، لكن حسبه فإن الإشكال يكمن هو في التأخير نتيجة التقاعص، "فإلى متى ننغض الطرف عن هذه الحتمية". وخلال لقاء صحفي أمس الأول بدار عبد اللطيف، من تنظيم الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي، تطرق المخرج السوري "شيخاني"، إلى تجربة تطور الدراما السورية، وكيف احتلت هذه المكانة المهمة في الوطن العربي وشاشته، وهذا بحكم تتبع خطى وتجربة والده، المخرج الكبير "داوود شيخاني"، موضحا أن الدراما الجزائرية لابد أن تصل إلى أبعد الحدود، وليس بالضرورة اقتداؤها بالتجربة السورية، بل لكل خصائصه ومميازاته. وعن ما يصف بحاجز اللغة وعدم فهم اللهجة الجزائرية في المشرق، أوضح المخرج السوري، أن هذه النقطة ليست مانعا، بل معوق يمكن تجاوزه، وأن الأهم في الاعمال الدرامية هو موضوعها، الذي يجب أن يتخطى النظرة الضيقة، والبيئة القريبة فقط، ويتعدى إلى القضايا الشاملة، التي تهم أكبر شريحة في الوطن العربي، ضاربا المثل بشخصية الأمير عبد القادر، حيث قال: "الأمير عبد القادر، هو شخصية ذات دلالات وأبعاد، انسانية وعالمية... تتخطى حدود الجزائر، عمل درامي حول هذا البطل، أكيد أنه سيثير اهتمام أي متلقي أينما كان"، وأضاف: "لو تم إنتاج عمل عن الأمير عبد القادر، يجب أن يكون باللهجة الجزائرية التي كان يتكلمها، فمستحيل أن نتخيل الأمير يتكلم سوري أو مصري... يكفي فقط تفادي الكلمات الصعبة لكي يفهمه كل الوطن العربي... هناك مثلا أعمال باللهجة السعودية تخطت هذا العائق وأصبحت تشاهد في في كل الشاشات العربية دون حاجز." في ذات السياق كشف المخرج السوري شيخاني عن انطلاقه في مشروع انجاز مسلسل درامي عن شخصية الأمير عبد القادر، الأمر الذي يبقى مجرد فكرة لم تتظح بعد معالمها، لأنه في بداياته اليوم، والأن هو في الجزائر لتتبع خطى هذا البطل التاريخي، وأخذ فكرة، حول أين، كيف ترعرع وعاش. مضيفا، أن إنجاز عمل حول الأمير عبد القادر، لن يعنى بالأساس بتقديم معلومات تاريخية حوله، بل سيغوص في عمق هذه الشخصية، من أثر عليها؟، كيف لإمير أن يتخلى عن الرفاهية ويختار المقاومة؟ كيف بنى أفكاره وشخصيته؟ وعن واقع الدراما السورية ذكر المخرج السوري أنها بخير ولازالت تقدم الكثير من الأعمال والنجوم، كفعل مقاومة وصرح: "ربما نقص الإنتاج الدرامي السوري، لكنه بخير ولا يزال يقدم الكثير من الأعمال، حقيقة مع بداية الأزمة الراهنة توقفنا عن العمل، لوقع الصدمة، لكننا اليوم مستمرون، وأعتبر هذا نوعا من أنواع المقاومة والتشبث بالحياة".