في خطوة افريقية نادرة قررت اكثر من اربعين دولة افريقية الغاء التعريفة الجمركية بينها اذانا لميلاد اكبر تكتل اقتصادي في العالم، فالعالم اليوم صارت تصنع معالمه ونجاحه التكتلات الدولية، ففي آسيا اقلعت نمور آسيا بتكتلها الذي جعل منها قوة اقتصادية ضاربة تتحدى الصين والاتحاد الاوروبي. المشروع الاقتصادي الافريقي الكبير لو كتب له النجاح سيعتبر استقلالا ثانيا لهذه الدول من هيمنة الاستعمار الذي ما يزال يستغل الافارقة ويجثم على صدور شعوب القارة وانظمتها التي باتت في مواجهة شعوبها، ويكفيه فخرا هذا المشروع -الاسمر- انه انطلق من العاصمة الرواندية كيغالي التي بفضل تحقيقها لاستقلالها الحقيقي عن فرنسا بعدما تخلت عن لغة المستعمر وكل ما يربطها به تحولت الى ثاني اقتصاد افريقي بعد جنوب افريقيا، لكن مع الأسف هناك دولا افريقية وقفت ضد المشروع ولكن مهما عارضت هذه الدول ووقفت ضد افريقيا فإن افريقيا الحديثة ستقلع تاركة تلك الدول المعارضة لهذا المشروع في افريقيا القديمة، فقطار القارة السمراء يبدو انه سيقلع ولو من دون بعض الدول الافريقية فالوقت لن ينتظر المترددين والمتخاذلين و الذين يأملون خيرا في مستعمرهم القديم، وحينها سيندم من تأخر عن الركوب والركب لان القارة المهمشة ستقلع ولن يحبطها موقف المتخاذلين و رفضهم لان الافارقة قرروا ان تكون افريقيا للافارقة وليست للمستعمر.