أكد مسؤول الركوب بالخطوط الجوية الجزائرية أن "الوضعية لا زالت على حالها ما عدا بعض الرحلات التي تمت صباح الثلاثاء باتجاه وهران وسطيف وطائرة تم استئجارها من شركة طيران أجنبية التي سوف تضمن رحلة إلى الجزائر العاصمة وبعدها سنرى إلى أين ستؤول إليه الوضعية ". كما أشار إلى أن حوالي 600 مسافر من بين 1300 لم يتمكنوا من السفر أول أمس مضيفا "لقد تفاجئنا بهذا الإضراب إذ أن رحلات الصبيحة قد جرت بشكل عادي و فجأة انطلقت حركة الإضراب". فيما طلبت الممثلية العامة للخطوط الجوية الجزائرية في فرنسا من زبائنها في بيان لها "عدم التنقل إلى المطارات و التقرب من وكالات السفر للتأكد من برمجة الرحلة من عدمها". كما نصحتهم انه في حالة إلغاء الرحلة "فانه سيقترح عليهم الحل المتمثل في التأجيل إلى موعد آخر و دون تكاليف إضافية" و أنهم سيستفيدون من تعويض بطاقات سفرهم. كما أعربت الشركة الوطنية عن "أسفها لهذه الوضعية التي تعيق المسافرين و التي تأتي في وقت تواجه فيه المؤسسة تزايدا للمنافسة". و كان من المنتظر أن تنطلق الثلاثاء ثمان رحلات من مطار اورلي-جنوب و رحلتين من رواسي شارل ديغول. من جهة أخرى أعلن المتحدث الرسمي باسم مطار مدينة "مرسيليا" الفرنسي إلغاء 6 رحلات تابعة لشركة الخطوط الجزائرية، وذلك جراء إضراب طاقم المضيفين في الجزائر.وأوضح مطار مرسيليا في بيان له أمس ، أنه تم توفير 500 مكان على متن سفينة ستغادر ميناء مرسيليا متجهة إلى الجزائر، مؤكدا أن المطار قد اتخذ إجراءات مبسطة لتغيير تذاكر الطيران بتذاكر الباخرة، موضحا أن المسافرين يستطيعون التوجه إلى ميناء مرسيليا بجوازات سفرهم وتذاكر طيران مغادرة مرسيليا فقط للسفر على متن الباخرة.وأشار البيان إلى أنه تم إلغاء 6 رحلات أخرى المتجهة إلى "قسنطينة" و"عنابة" و"الجزائر العاصمة "، ولكن الرحلة المتجهة إلى "باتنة" لم تلغ. يذكر أن فوضى عارمة سادت أول أمس الثلاثاء بمطار اورلي-جنوب الباريسي حيث جندت سيارات شرطة و سيارة إسعاف خارج المطار من اجل الحيلولة دون أي انفلات للوضع أو احتجاج من المسافرين. أما داخل المطار فعلامات الغضب و الاستياء بادية على وجوه أكثر من ألف من المسافرين الجزائريين الذين أعياهم طول الانتظار الاضطراري لرحلات لم تأتي. فقد أدى الإضراب المفاجئ الذي شنه مستخدمو الطيران التجاري للخطوط الجوية الجزائرية إلى إرغام عديد الطائرات على البقاء جاثية على أرضية المطار و عشرات المسافرين داخل المطارات. وسجلت صعوبة بما كان إيجاد طريق بين مئات العربات المزدحمة تنوء بثقل الحقائب الممتلئة عن آخرها أما مكاتب التسجيلات فهي مكتظة عن آخرها بالمسافرين إلا انه لا تسجيل و لا ركوب. و ضمن كل هذا الزحام يحاول أحد الأشخاص بمكبر صوت طمأنة زبائن الشركة الوطنية حول إمكانية توفير إحدى الرحلات باتجاه تلمسان لكن لا أحد كان يستمع إليه فالاستياء كبير. وإحدى النساء المسنات لا تستطيع الاحتمال فقد أجرت عملية جراحية و لا تستطيع البقاء طويلا جالسة إذ قالت "لا أستطيع التحمل فقد أجريت عملية جراحية و الجميع ينتظرني في الجزائر العاصمة. إنني أحس بتعب كبير فبالأمس فقط كنت هنا و أمضيت الليلة لدى شقيقي و ها أنا قد عدت اليوم اعتقادا مني أنني سأحظى برحلة أخيرا لكن".... أما أحد المسافرين المسنين أيضا فلم يستوعب لماذا لا يستطيع السفر إلى دياره فقد أمضى هو الآخر ليله في المطار لأنه يقطن بعيدا عن باريس و لا يمكنه تحمل سعر سيارة الأجرة التي تعتبر باهظة. إحدى الأمهات تحمل احد أولادها بين ذراعيها يبكي و آخرون ينتقلون بين العربات غير آبهين فقد أكدت هي الأخرى أنها لم تكن تتصور عند تحضير حقائبها عشية ذلك مع زوجها أنها "ستتعرض لمثل هذه الوضعية". و تابعت تقول "إننا نفضل دائما السفر مع شركتنا الوطنية على الرغم من المشاكل المتعددة إلا أن أملنا قد خاب". تجدر الإشارة الي أن مصادر متطابقة أكدت أن الخطوط الجوية انطلقت في عملية الفصل وطرد المضربين كعقاب لهاته الخطوة التي شلت الحركة الجوية ، الأمر الذي اعتبره مسؤولون في المؤسسة بالتصرف غير القانوني.