فجأة اكتشف العالم أنه توجد مجاعة في الصومال، وفجأة انتبهت قناة الجزيرة هي الأخرى بأن ثمة عرب يموتون ليس برصاص الثورات ولكن بالجوع، رغم أن هذه الصومال ليست قطعة في حجم الكف حتى لا يراها المجتمع الدولي، ولا تصلها عدسة تصوير الجزيرة التي لها مراسل في مقديشو، والمؤسف أن العرب الذين أرسلوا بواخر من السلاح للمجلس الانتقالي الليبي من أجل الاقتتال، لم يستطيعوا أن يسيروا باخرة من قمح أو حتى من الخبز اليابس " البايت " للشعب الصومالي وأطفاله، رغم أن الصومال كما سبق وإن أكدنا في هذه الزاوية شعب عربي ومسلم، ولولا فرق الإغاثة التي تحركت فجأة بعدما نامت عمرا لما أدرك العالم أن الآلاف من الأطفال يتساقطون يوميا في الصومال من الجوع، وهم ليسوا ضد أمريكا طبعا وليسوا ضد الصهاينة ولا ضد الجزيرة أو قطر، هم لا يعرفون كل هذا ولا يسمعون بالعالم لأنهم يعيشون حياة بدائية ليس فيها تلفزيون ولا قنوات تواصل ولا فيس بوك ولا هم يحزنون شغلهم الشاغل قضمة خبز لا يهم من أين تأتي، وأمام ما يعانيه الشعب الصومالي جدير أن نسأل من هو الشعب العربي الذي في حاجة إلى مساعدة ، الشعب الصومالي الذي في حاجة إلى خبز، أم المجلس الانتقالي الذي شبع خبز ويحتاج إلى سلاح ليجوع الشعب الليبي ويصبح مثل الشعب الصومالي في حاجة إلى خبز ..؟ سؤال مفتوح للذين يغلقون باب الشبع على أطفال الصومال ويفتحون جبهات الحرب على أطفال ليبيا .