من يتذكر اليوم دولة عربية تقع في القرن الإفريقي اسمها جمهورية الصومال العربية؟ لحد كتابة هذه السطور ما يزال بعض العرب يجهلون تماما ما يدور في دولة عربية كاملة العضوية في الجامعة العربية لأن أصحاب العمائم منشغلين جدا بإشعال الحرب في ليبيا ، أما الصومال فالحرب مشتعلة أصلا ولا تحتاج لمن يشعلها ، والسبب الآخر أن ليبيا بها نفط يفيد الولاياتالمتحدة . المشين في الأمر أن تدعو بعض الدول الإفريقية الفقيرة إلي إنقاذ ما بقي من الشعب العربي الصومالي (وأؤكد علي كلمة عربي لأن البعض منا يعتقد ربما أن الصومال شعب بدائي من أدغال أفريقيا). أمام دعوة هذه الدول الفقيرة لإنقاذ الشعب العربي تطبق جامعة العرب صمتا ويطبق الأعراب معها صمت الأموات في انتظار ربما يوم يكتشف فيه ابن بطوطة في إحدي رحلاته عن دولة عربية اسمها الصومال، فحسب ما نري أن الصومال فعلا لازالت مجهولة بالنسبة لهيكل بيروقراطي ضخم اسمه الجامعة العربية، ومجهولة لدول الخليج التي يمكن لأمير فيها إطعام أطفال الصومال ويمكن لدولة قطر بجزيرتها وثقلها أن توقف الحرب في دولة عربية مزقتها الحرب ولا قناة جزيرة لها مثلما هو الشأن مع ليبيا التي أشعلت القناة بها حربا. غريب حال العرب حينما تفيض عليهم الأموال يحولونها إلي استثمارات فندقية للكلاب وهياكل سياحية ومستشفيات للقطط وتموت كلاب وقطط هوانم (غاردن سيتي) تخمة نتيجة فائض الشحم الذي يقطع عنها الأنفاس، بينما يموت أطفال الصومال موتة لا أعرف كيف أسميها، فهل أقول موت الكلاب وكلاب الأسياد في الوطن العربي تموت عليلة بالتخمة وفائض الشحم الذي زاد عن حده وقبل موتها تؤخذ إلي مستشفي خاص أجر ليلة واحدة فيه يكلف 500 دولار، لا أعرف كم مرة طرحت هذا السؤال لكني أعلم أنه سيظل يدور في رأسي هل الشعوب العربية وأوطانها ملك خاص للحكام وحاشيتهم أم عبيد تحت تسمية شعوب؟ الصومال لم تعد تهم أحدا أو بالأحرى ما بقي منها لا يهم أحدا هي ليست دولة نفطية ولا ذات ثروة ثم لم يكن لها رئيس حكومة ثري وله علاقات متشعبة مع ساسة العالم اسمه رفيق الحريري حتي تنشأ لأجلها محكمة دولية، هي مجرد منطقة إستراتيجية وجب التحكم فيها وتطويع شعبها الذي لا يطوع من أجل مراقبة العرب وحصارهم، ما يهم بعض العرب حاليا هو محاولة تنفيذ المخطط الأمريكي في المنطقة العربية وهم يشاركون بامتياز في الملف الليبي والسوري في انتظار دولا اخرى عربية تكون فيها الجزيرة عامل إثارة ، أما الصومال فشأن أمريكي إثيوبي محض ومن غير اللائق أن تتدخل الجامعة العربية أو أغنياء العرب لإنقاذ شعب يكاد يندثر أو بالأحرى تدخلهم في الصومال يعني بالنسبة لهم تدخلهم في شؤون أمريكا الداخلية و أمريكا حددت لهم مناطق اللعب وهي بين سوريا وليبيا، لان الإطاحة بالعقيد الليبي لدى بعض الأنظمة العربية يأتي في سلم الأولويات أولي من سلام وأمن الصومال والعراق وفلسطين بل أولي من أمننا نحن في أوطاننا التي يقولون أنها مستقلة وأنها حرة ذات سيادة.