قديما وفي مرحلة ما في هذه البلاد ومؤسساتها كان مقياس النجاح هو الكفاءة، لذا كان يسعى الأولياء الذين لم يكن لهم نصيب من العلم بسبب الاستعمار لتعليم أولادهم أفضل تعليم ليحققوا به ما لم يحققوه هم، وحين كبر الأطفال وصاروا رجالا وتخرجوا من الجامعات اكتشفوا أن الأولياء اخطأوا التقدير وبدل من شكرهم صاروا يلومونهم لأنهم علموهم ولم يوجهوهم "للتبزنيس"، وبعضهم وظفوا ولكن اكتشفوا أن معايير النجاح ليست هي معايير النجاح التي غرسها الأولياء في أذهانهم، بعد اكتشافهم في مؤسساتهم أن الناجحين هم " الشياتين" والمتملقين والنمامين والذين يعملون على قطع أرزاق الناس بالوشاية، والظاهرة مع الوقت انتشرت في السياسة وفي كل المستويات حتى أصبحت ظاهرة وطنية ربما وجب أن تقام لها ندوات وطنية وملتقيات لتشريح الظاهرة، فمن غير المعقول أن يصبح نصف متعلم يسير مؤسسات يشغل فيها دكاترة، ومن غير المعقول أن يصبح مقياس النجاح هو التزلف و "الشيتة" حتى أن الأمر عيب وعار أن يضيع جيل أو كفاءة لأن هؤلاء فقط لهم كرامة و يرفضون التزلف حتى يصبح لهم منصب او يعطى لهم منصب يليق بشهاداتهم، ومن العيب أن يتعب المرء ويكد عمره كله ليجد نفسه في آخر العمر مجرد "شيات" ليتدرج في المناصب لتصبح "الشيتة" معيار النجاح بامتياز .