دعا الكاتب الإعلامي محمد بغداد، إلى ضرورة فتح نقاش جاد و حقيقي يتصف بالحرية و الموضوعية و تحمل المسؤولية ، وذلك لبناء منظومة إعلامية ثقافية تتناسب والوضع السياسي والاقتصادي التي تعرفه الجزائر في الفترة الأخيرة، وتتماشى مع الأوضاع والتغيرات التي يشهدها العالم لاسيما العالم العربي. و أضاف الإعلامي محمد بغداد خلال الندوة الثقافية التي نشطها أول أمس رفقة الإعلاميين جمال شعلال صحفي بالإذاعة الوطنية و إسماعيل ، ك رئيس تحرير جريدة الوطن، بفضاء المقهى الأدبي الذي تشرف على تنظمه دار الحكمة بمقر إتحاد الكتاب، ولمناقشة كتابه الجديد الذي يحمل عنوان "حركة الإعلام الثقافي في الجزائر _تقدير مشهد"، أنّ زمن المجاملات و تناقضات في ما بين ممارسي الحقل الثقافي قد ولى، و أنه حان الوقت للعمل من أجل خلق نظام جديد يتماشى و التطورات التكنولوجيا والاقتصادية الحاصلة، معربا في ذات السياق عن أسفه إلى الوضع الذي آل إليه المشهد الثقافي بالجزائر ، خاصة ما يتعلق بالإعلام الثقافي و التهميش الذي طاله من طرف المسئولين، باعتبار أن الصحفي في القسم الثقافي يعد في المراتب الأخيرة بعد الصحفي القسم الوطني والقسم الرياضي، و أنّ الصفحات الثقافية هي أول ما يضحى بها أمام أي إعلان تجاري أو أي أخبار أخرى ، كأن ما تحمل هذه الصفحات يضيف المتحدث لاتهم المجتمع. و أضاف محمد بغداد خلال عرضه للأسباب التي وجهته لهذا الكتاب ، أنه اتجها لهذا الكتاب و ذلك من أجل دعوة الإعلاميين للارتقاء بممارستهم الإعلامية إلى مستوى الاحترافية، ودعوتهم إلىتأسيس فضاءات وتقاليد جديدة للنقاش والحوار، من اجل تجاوز العثراتالسابقة وتحقيق الأهداف المرجوة وذلك من الابتعاد على المزاجية ، مشيرا إلى أنه ما جاء في الكتاب هو وجهة نظر تراكمت مع ممارسته الإعلامية التي يعتبرها تجربة بسيطة مقارنة بالأسماء الإعلامية الأخرى المعروفة في الساحة الإعلامية. من جهته قال الإعلامي جمال شعلال خلال عرضه لمحتوى الكتاب، "إن دعوة الكاتب محمد بغداد في فتح باب الحوار و النقاش تهدف إلى تكوين نخب إعلامية و تحسين أداءها من جهة ، و من جهة أخرى تهدف إلى صناعة مرجعيات ثقافية و قيم التي يتغذى منها الجمهور و بالتالي فهي تساهم في توعية الرأي العام. كما أشار جمال شعلال في سياق حديثه أن الكاتب وفقا في اختيار موضوع الكتاب الذي كان في فترة من الفترات طابوا صعب الحديث فيه، الوضع الذي يشهده الإعلام الثقافي اليوم يدعو إلى حوار فعلي و عميق لا مجال فيه للمؤسسات الإنتاجية، حيث قال في هذا السياق " إن الكاتب استطاع أن يطرح فكرة مرجعية أدائنا، ووعينا الفردي والجماعي خاصة لدينا نحن الإعلاميين"، مضيفا " إن الكاتب تناول و بكل جرأة مواضيع حساسة تتعلق بحقل الإعلام ، لا سيما في تكوين الإعلاميين ، و الترويج الثقافي، مزاجية النخبة...". من جهة أخرى تطرق جمال شعلال فيما أخفق فيه الكاتب و قال بهذا الصدد "إن تركيز الكاتب حول إشكالية إعلام الثقافي جعلته يفقد الخط الرفيع الذي يميز أي إنتاج أكاديمي، و هذا ما أسقطه في بعض الدهاليز" ،هذا إلى جانب تركيزه في تحليل الخبر الثقافي و الصفحات الثقافية ، دون الولوج في المضمون الذي يرتبط بأداء الإعلام الثقافي، ليدعوه في الأخير إلى كتابة موضوع جديد لكن هذه المرة التركيز على دور الإعلام في بناء سلوك ثقافي جديد يتناسب و تطورات العصر.