هبّت أمسية اول امس على ستائر شرفات مسرح بوقرموح ببجاية نسمات من جبال جرجرة و من بساتين الآراضي المحتلة بفلسطين، حاملة آشعار محمود درويش بالآمازيغية و لونيس ايت منقلات بالعربية، في مبادرة للشاعر و الإعلامي احمد سليم ايت وعلي . و كانت قصيدة الصراع ل لونيس ايت منقلات والتي ترجمها احمد سليم الي العربية آول ما استمتع به الحاضرون، أين اكتشفوا من خلال هذه القصيدة جماليات وعمق نصوص ايت منقلات، و تحكي القصيدة العلاقات و المقاربات المتناقضة بين الانسان واخيه الانسان في رحلة البحث عن اسرار الحياة الكريمة والعادلة، في حين جاءت ابيات النص الشعري الثاني تحت عنوان قل لهم التي كتبها منقلات عام 1999 و ترجمها احمد سليم الي العربية محافظا دائما علي وقع القصيدة الاصلية وعمق معانيها . و غلبت دموع الشوق الي الحبيبة الام احمد سليم وهو يقرأ رائعة درويش إلي أمي مترجمة الي الأمازيغية، اين تفاعل معه أهل بجاية وهم يكتشفون آشعار محمود درويش بلغتهم اليومية، و يستشعرون عبارات قوية جاءت في رسالة الشاعر إلى أمّه مثل : إذا متّ أخشي من دمع امي، أو ، شدّي وثاقي بخصلات شعرك ، و غيرها من الكلمات والمعاني و الأحاسيس التي نقلها المترجم بكل حب و أمانة . و اعتبر آحمد سليم أن مبادرات مثل هذه أصبحت أكثر من واجب، و قال إنّ ترجمة النصوص النثرية أو الشعرية إلي لغات متعددة هي ضرورة قصوي من أجل حركة ثقافية بنّاءة، و هي ايضا تفعيل لحق المواطن في أن يعرف أكثر و في أن يفهم الرسائل التي يريد ايصالها او تمريرها صاحب النص الآصلي، وذهب احمد سليم إلي أكثر من ذلك حينما ربط حياة الشعوب بالترجمة، و وضّح آنّ النصوص الأصلية إن لم تترجم تبقي حكرا علي أشخاص معينين ، و قال إنّ الترجمة بالنسبة له هي تأشيرة نحو أبدية و بقاء المعنى و استفادة الجميع منه . للإشارة فلونيس آيت منقلات كان قد اطْلع علي النصوص التي ترجمها له احمد سليم آيت وعلي وشجّعه علي إتمام مشروعه الذي يحضره و المتمثل في ديوان لقصائد مترجمة من الامازيغية إلي العربية و من العربية إلي الامازيغية.