في حوار وجيز جدا جمعنا مع السفير العراقي بالجزائر "عدي خير الله" حول الإرهاب في المنطقة، الذي أصبح يستغل كورقة ضغط على الدول المستهدفة لغزوها تحت لواء "محاربة الإرهاب"، حيث طمأن بامتلاك العراق لجهاز استخباراتي قوي متعاون مع الشعب العراقي الذي لا يتهاون في تقديم معلومات تخدم القضية، فضلا عن امتلاك جيشه الأسلحة غير المتوفرة لدى هذا التنظيم بالرغم من خروج العراق من مرحلة الاحتلال الأمريكي. ألا تخشى العراق أن تواجه غزوا غير مباشر بسبب الإرهاب الذي أصبح يستعمل كسلاح ذو حدين؟ في السابق كانت الجماعات الإجرامية تدخل من الدول المجاورة للعراق، غير أن هذا الأخير أصبح لا يخشى الإرهاب اليوم لأنه تمكن من السيطرة على الوضع على جميع المستويات داخليا و خارجيا، فعلى الصعيد الدبلوماسي و السياسي عن طريق عقد اتفاقيات بين الدول المجاورة لضبط الحدود معها و استتباب الأمن، أما المجال العسكري فأصبح لدينا أجهزة أمنية قوية متكونة من جيش و شرطة قادرة على القضاء على هذا التنظيم، وبالتالي قضية الإرهاب أصبحنا مسيطرين عليها بشكل كبير.. التعاون الشعبي مع جهاز المخابرات العراقي، هل هو كاف للقضاء على الإٍرهاب في المنطقة؟ لا نلغي وجود الاستخبارات العراقية و تطويرها من ناحية التدريب و من ناحية الأجهزة، لكن أردنا أن نثير تعاون الشعب مع المخابرات من خلال تقديمه أي معلومات حول تحركات غير عادية التي قد تخدم القضية، هذا فيما يتعلق بالجانب الداخلي، أما فيما يخص التعاون الخارجي مع الدول الأخرى و المجاورة للعراق لمحاربة التنظيم الإرهابي، فإذا أرادت التنسيق معنا فلا نعترض، لأن الإرهاب أصبح قضية دولية و ليس قضية محدودة جغرافيا، فقد يُصدر الإرهاب من العراق إلى ليبيا و من ليبيا إلى الجزائر و هكذا، و بالتالي فالإرهاب أصبح قضية عابرة للحدود و ليس تلك الظاهرة المتموقعة في مساحة ما، أما في بلادنا فنحن مطمئنين من هذا الجانب من حيث السيطرة عليه. هل العراق قادر على محاربة هذا التنظيم الذي أصبح يستفز دول العالم و يهدد أمنها، عسكريا علما بأن العراق خرج مؤخرا من مرحلة حرجة؟ ... في وقت من الأوقات كان الإرهاب أقوى من الشرطة أين كان يمر الإرهابيون دون أن تحرك الشرطة ساكنا، حيث كانت هذه الجماعات الإرهابية تأتي ب 20 سيارة مسلحة أمام 5 أو 6 سيارات من الشرطة، غير أن العراق اليوم لديه جيش قوي يملك ما لا يملكه هذا التنظيم في المنطقة، فالعراق يحوز على طائرات و دبابات و أسلحة نارية متطورة في حين أن الإرهاب في المنطقة لا يتوفر في جعبته إلا عبوات ناسفة، أو أخرى لاصقة يتركها في السيارة أو الأسلحة الخفيفة، أو الأحزمة الناسفة للقيام بعمليات انتحارية، فالجيش العراقي قوي في محاربته لهذه الظاهرة .