تعتبر السيدة فاطمة الزهراء بكل ما تحمل من كفاحات و تحديات لظروف قاسية في أعماق الأوراس المشبع بوميض الثورة المباركة التي يتمتها مبكرا لتأخذ منها تاج رأسها والدها الشهيد طيب الله ثراه امرأة ناجحة و متميزة نحتت في الصخر لتبدأ جهادها الآخر من أجل صنع حياتها كأنثى تخرج من حنايا" الشاوية " الأمجاد , منطلقة في آفاق العلم لتؤسس للطالبة للجامعية ثم للأستاذة الغادية في بحور البحث و صنع كينونة رائدة لامرأة تحدت كل العثرات و المطبات المجتمعية لتقف أخيرا أستاذة جامعية على مشارف نيل الدكتوراه و باحثة مقتدرة في العوالم الأدبية ... تشرفنا هذه القمة اليوم لتزين إحدى صفات المسار العربي في ذكرى عيد المرأة العالمي ,, فقد مرت بمراحل عدة،،،كانت بدايتها الجبل والقرية والدوار و بريكة الشامخة التي أرضعتها مع اللبن حب بل قدسية الوطن وفيها التحقت بالمدرسة الابتدائية سنة 1963 لتلج عالما مختلفا لقنها المبادئ الأولي للعلم والتعلم ،،، وسرعان ما استجابت لمعلميها ، و اشتد عودها ،، وسافرت إلى عمق الأوراس باتنة سنة 1967 لتقي التعليم المتوسط الذي توج بشهادة منحتها حق الدخول إلى عالم الثانوية المحطة الهامة في حياتها ،، لأنها سنة 1973 صارت من سكان حسين داي بالعاصمة ، وبعد 3 سنوات توجت سنة 1975 بشهادة البكالوريا ،، مفتاح الجامعة التي نالت منها شهادة الليسانس سنة 1980 ومن تميزها ، و تفوقها جاءت الدراسة بالخارج وتحديدا بالعراق الذي عادت منه سنة 1984 بشهادة الماجستير لتستقر مع طلبة معهد الأدب العربي مدرسة وباحثة تعد رسالة لنيل شهادة الدكتوراه ، وخلال هذه المحطات كان للبحث والتأليف والكتابة حضورا مميزا في حياتها ومن ذلك مثلا كتاب : فلسطين في الشعر الجزائري المعاصر.... وللزوج والأبناء عند الأستاذة فاطمه الزهراء بن يحيى مكانة خاصة فهي توليهم حبا متفردا رغم أن زوجها الدكتور والأستاذ الجامعي المميز صالح سعود وأبناءها الأربعة لا يدخرون جهدا في مساعدتها في شؤون المنزل إلا أنها تعمل جاهدة على راحتهم ،،، حياتها الخاصة صندوق به من العبر والدروس ما تحتاجه بنات اليوم لكن المقام لا يسمح بذكر كل ذلك ،،ولعلنا نعود مجددا للأستاذة فاطمه الزهراء بن يحيى التي من خلالها نحيي كل النساء.. نعم نحيي فيهن : أمهاتنا ، وزوجاتنا ،، وأخواتنا ،، وبناتنا وعاشت المرأة معززة ، مكرمة ،، وما علينا إلا أن نستوصي بهن خيرا عملا بقوله ، وتلبية لمطلبه صلوات ربي وسلامه عليه ....