سلطت المنابر الإعلامية العربية في حديثها عن الإنتاجات الروائية الجزائرية الضوء على المواضيع التي يكتب عنها الروائيون وتحليلاتهم للواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي الجزائري من خلال تلك الإنتاجات ،حيث تطرقت مجلة "الحياة السورية" في مقال لها حول الروائي الراحل الطاهر وطار إلى الحديث عن الكتابة الروائية في الجزائر عموما والمكتوبة باللغة العربية بوجه خاص، يرى صاحب المقال أن وطار هو أب الرواية المكتوبة باللغة العربية بعدما هيمنت لغة المستعمر على هذا الجنس الأدبي مع المبدع مولود فرعون ومحمد ديب وآسيا جبار وغيرهم . ووصفت المجلة كتابة الرواية باللغة العربية في الجزائر ب"المعركة "بالنظر على التغريب الذي تطبع به الجزائريون على أيدي المستعمر الغاشم ،من جهة أخرى تحدث الباحث خالد بن صالح في مقال مطول له بمجلة الرواية عن الكتابة لدى الروائي سمير قاسمي وبعدما عدَّد سمات اللغة الموظفة في رواية " في عشق امرأة عاقر"القوية والصادمة ،والأسلوب الشاعري المدرج في العمل ينتهي كاتب المقال إلى الحديث عن موضوع الرواية ممثلا في تشريح الواقع ،والمجتمع الجزائري عبر العمل ،يقول خالد بن صالح بأن من الرواية هي غوص في وحل الواقع ومستنقعاته المترامية الحدود في وطن ممزق لا قدرة له على احتضان أبنائه الذين شردتهم الحياة وساروا في ممراته الضيقة حد الاختناق دون خيار أو رغبة". من جانبها أفردت مجلة "إتحاد الأنترنيت المغاربة" الروائي أمين الزاوي بالدراسة في مقال لصاحبه الباحث علي نسر يستعرض فيه الموضوع الأساسي الذي يشتغل عليه الزاوي والممثل حسبه في الواقع المتعفن الذي يحياه الجزائريون يقول صاحب المقال :" يرينا الزاوي صورة شعب تدوس عليه أقدام الداخليين ممثلين في الحكام السياسيين" ،ويؤكد نسر عبر المجلة أن أمين الزاوي يظل عبر رواياته "الرعشة ،رائحة الأنثى ،السماء الثامنة ويصحو الحرير"،يشرح الواقع دي المستويات المتعددة الاجتماعية، الثقافية ،السياسية أو الدينية مضيفا: "النفوذ الديني الظلامي التسلطي الذي غالباً ما أشار إليه عبر الملتحين في الروايات، ما جعل ذلك الشعب صورة هشة فارغة من الداخل كفزاعة حقل ليس فيها سوى الشكل في حين أن الداخل مليء بالفراغ". لتختص جريدة الحياة الكاتب وسيني الأعرج بمقال للناقد شوقي بديع تطرق خلاله للعالم الروائي عند الأعرج خاصة ما تعلق منه بعمله الموسوم "شرفات بحر الشمال "،ويستعرض صاحب المقال الأساليب اللغوية التي تتميز بالشاعرية الطاغية في العمل يقول شوقي بديع "تنهض رواية واسيني الأعرج فوق أرض غنائية مفعمة بالرثاء والنقد وفورانات الداخل، فمنذ الصفحة الأولى وحتى نقطة الختام الأخيرة لا تكف اللغة عن التدفق والاشتعال والترنح الوجداني" لينتقل صاحب المقال إلى الموضوع الرئيس ل"شرفات بحر الشمال"مع بطلها ياسين عندما يقرر الهروب من الواقع المتعفن في وطنه الأم مختارا الغربة عليه يضيف شوقي بديع" ياسين الذي يصر طويلاً على التشبث بسرير ولادته لم يعد قادراً وسط شلال الدم المراق على مدبح القبائل والأصوليات المتناحرة أن يحتفظ بهذا السرير لكي يحوله لحظة موته إلى قبر، لذلك كان عليه وهو نحات متميز أن ينتظر الذريعة المناسبة لكي يغادر الجزائر إلى لوس أنجلس".