توجت زيارة العمل التي قام بها الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، إلى إيطاليا نهاية الأسبوع الماضي باتفاق الجزائر وإيطاليا على تمديد عقد صادرات الغاز الذي يغطي 32 بالمئة من الاستهلاك الإجمالي لإيطاليا، وقام الوزيران خلال المحادثات بتبادل وجهات نظرهما حول مختلف جوانب التعاون الثنائي، خاصة التعاون في المجال الطاقوي الذي أشار الوزير إلى أنه سيعرف انتعاشا جديدا مع تمديد العقد الغازي المبرم بين البلدين والذي سينتهي أجله قريبا. وسمحت زيارة العمل التي قام بها الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، إلى إيطاليا بدعوة من نظيرته ستيفانيا كراكسي والتي اختتمها الأربعاء الماضي بالتأكيد على" تطابق وجهات النظر المشجعة بين البلدين وعلى تعزيز الشراكة الجزائرية الإيطالية". وذكر مصدر دبلوماسي أن الوزيرين قاما خلال المحادثات بتبادل وجهات النظر بشأن مختلف جوانب التعاون الثنائي "خاصة التعاون الطاقوي الذي سيعرف انتعاشا جديدا مع تمديد العقد الغازي المبرم بين البلدين والذي سينتهي أجله قريباً". وعلى صعيد متصل، سيلتقي خبراء البلدين خلال الأيام المقبلة في العاصمة الإيطالية للحديث عن الآفاق الجديدة التي يفتحها الرفع المرتقب لقدرات تصدير الغاز الجزائري الى السوق الإيطالية وكذا الأوروبية، وستضم الرزنامة أيضا الزيارة التي سيقوم بها وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي إلى روما خلال النصف الأول من شهر أكتوبر، التي ستخصص أساسا للتحضير للقمة الجزائرية -الإيطالية المقبلة. وشملت المحادثات، التي أشار خلالها الوزيران الى أهمية اجتماع مختلف المجموعات القطاعية واللجنة الكبرى المختلطة قبل عقد قمة الجزائر، التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، والهجرة غير القانونية، وإنعاش التعاون الثقافي والرياضي، كما تم التأكيد أن الطرفين أبرزا فائدة وضع آلية لمتابعة مختلف جوانب التعاون الكفيلة بالمساعدة على إيجاد حلول للمشاكل التي تظهر، واعتبر الطرفان أن التعاون الثنائي "لم يبلغ السرعة الطبيعية بعد" بالنظر الى الرغبة التي عبر عنها مرارا الرئيس بوتفليقة ورئيس المجلس الإيطالي سيلفيو برلوسكوني فيما يخص رفع مستوى الطاقات التي يتوفر عليها اقتصاديهما خاصة في مجال الاستثمار. وحول المسائل الدولية، تبادل الوزيران وجهات النظر حول إشكالية التنمية في إفريقيا، من خلال تطبيق مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية القارة، مؤكدين على الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه بلدان مجموعة ال 8 لمرافقة مسار بعث التنمية على مستوى القارة السمراء، حيث تعتزم إيطاليا جعل الشراكة بين إفريقيا ومجموعة ال 8 محورا يحظي بالأولوية في برنامج عملها، وقد تطرق الوزيران مطولا إلى التعاون في المتوسط، بحيث تطابقت وجهات نظرهما حول ضرورة تعزيز التعاون في المتوسط الغربي من خلال مجموعة 5+5، واعتبر المسؤولان هذا التعاون بمثابة ركيزة بالنسبة للاتحاد الجديد من أجل المتوسط والذي ينبغي بالضرورة أن يكون له امتداد إفريقي. وبخصوص الوضع في المغرب العربي، ذكر مساهل بالمقاربة الجزائرية من حيث البناء المغاربي وتسوية مسألة الصحراء الغربية، حيث سمح اللقاء الجزائري -الإيطالي الذي عقد عشية افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بإقامة تبادل حول مشروع إصلاح نظام الأممالمتحدة ودمقرطته الضرورية، خاصة وأن الطرفين يشاطران نفس التصور بشأن هذا المسألة. يشار إلى أن الغاز الجزائري يمثل 13 بالمئة من الاستهلاك الإجمالي لأوروبا الغربية وتصل هذه النسبة إلى 30 بالمئة بالنسبة لإسبانيا و32 بالمئة بالنسبة لإيطاليا، كما تعتزم شركة الغاز والكهرباء الجزائرية الحكومية سونلغاز تصدير الكهرباء إلى إيطاليا عبر جزيرة سردينيا، وتبلغ كلفة عملية التصدير نحو 70 مليون يورو. من ناحية أخرى، قال المصدر نفسه إن وزير الخارجية مراد مدلسي سيقوم بزيارة إلى إيطاليا أوائل شهر أكتوبر المقبل للتحضير للقمة الجزائرية -الإيطالية المقبلة، مشيرا إلى أن محادثات مساهل مع كراكسي أكدت على أهمية اجتماع مختلف المجموعات القطاعية واللجنة الكبرى المختلطة قبل عقد قمة الجزائر.