ارتفعت أسعار الأسماك في العاصمة بشكل قياسي لتلامس سقف 180 دينار للكيلوغرام بالرغم من أنها لم تتجاوز 100 دينار قبل أسابيع، وأوضح باعة السمك أن الأوضاع الجوية المضطربة أدت إلى انخفاض حجم المعروض من الأسماك خاصة السردين، مما أدى إلى ارتفاع قياسي للأسعار. وخلال جولة قادت "المستقبل" إلى أسواق العاصمة لاحظت قلة المعروض بل وانعدام صناديق السردين في أسواق أخرى باستثناء أنواع أخرى أكبر حجما والتي قد يصل سعرها إلى 500 دينار للكيلوغرام الواحد، وعند استقصائها عن أسباب هذا الارتفاع أوضح أحد الباعة أن الأحوال الجوية المضطربة أدت إلى نقص كبير للمعروض من سمك السردين، وأخبرنا آخر أنه لم يتمكن من شراء سوى صندوق واحد من الصيادين نظرا لارتفاع أسعاره حتى في سوق الجملة. ويعرف حجم الثروة السمكية في الجزائر تراجعا مطردا حيث وصل حاليا إلى 220 ألف طن في السنة بعد أن كان يتجاوز في وقت مضى 300 ألف طن سنويا ورغم محاولات وزارة الصيد البحري الاهتمام بتربية المائيات والأسماك في السدود إلا أن هذه التجربة ما زالت في أول الطريق رغم النتائج الطيبة التي تحتاج إلى إرادة أقوى مع مزيد من التشجيع. وحسب دراسة جزائرية اسبانية مشتركة فإن المخزون الكلي للصيد يقدر ب 600 الف طن في السنة وأن الجزائر لا يمكنها اصطياد إلا ثلث ذلك المخزون. وعن العوامل المؤثرة سلبا على القطاع تشير الدراسة الى التغيرات المناخية مع اقتراب فصل الشتاء وحالة أسطول الصيد المتهالكة رغم مساعدة الشباب على اقتناء قوارب صيد مناسبة والشراكة مع اليابانيين في ميدان الصيد البحري عبر سفن صيد متطورة، فضلا عن ضيق المساحة القارية للصيد رغم أن طول الشريط الساحلي للجزائر يتجاوز 1200 كيلومتر إلا أن الجزائر ليست مفتوحة على محيطات واسعة تسمح لها بالصيد في أعالي البحار.