حلت أمس الجمعة بالجزائر مستشارة الفدرالية السويسرية، دوريس لوتهارد، في زيارة رسمية تدوم يومين، ينتظر أن تتباحث مع المسؤولين الجزائريين، حسب اليومية السويسرية "لوتون"، حول اتفاق للتبادل الحر سيوقع عليه الطرفان قريبا، بما يمكن من تواجد أكثر للشركات السويسرية بالجزائر. ويربط البلدان في الوقت الحاضر اتفاقيات ثنائية لحماية الاستثمارات ومنع الازدواج الضريبي، الأمر الذي مكن العديد من المؤسسات السويسرية من الاستثمار في الجزائر، سيما تلك الناشطة في قطاعات البنى التحتية والطرق والسكك الحديدية والكهرباء والمياه والري. وفازت الكثير من الشركات السويسرية بمشاريع كبرى في الجزائر، مثل مؤسسة "شتادلر"، التي تمكنت من الظفر بصفقة توريد قطارات من النوع الخفيف موجهة للعمل في ضواحي العاصمة، بقيمة 580 مليون فرنك سويسري، كما فاز مجمعا جيمولي وفالارتاس، بمشروع إنجاز مركب متعدد المهام وفضاء للتسلية ومكاتب في العاصمة أيضا بقيمة 58 مليون فرنك سويسري، إضافة إلى شركة "أبي بي" المختصة في الكهرباء ومخابر روش للأدوية ونيستلي الناشطة في مجال الصناعات الغذائية. وتمثل الجزائر السوق الثالثة بالنسبة للمنتجات السويسرية في القارة الإفريقية بعد جنوب إفريقيا ومصر، ما دفع اليومية السويسرية "لوتون" إلى وصف الجزائر ب "جنة" الشركات السويسرية، حيث بلغت الصادرات السويسرية إلى الجزائرية نهاية العام المنصرم 393.6 مليون فرنك، بزيادة قدرت ب 58.5 بالمائة عن سنة 2006. كما تعتبر الشركات السويسرية من بين المؤسسات التي ظفرت بصفقات على مستوى مشروع تحويل مياه الشرب من عين صالح في قلب الصحراء الجزائرية باتجاه تمنراست، على مسافة 736 كيلو متر، وهو المشروع الذي انطلقت به الأشغال خلال السنة الجارية، وتراهن أوروبا على المشاريع التي تقوم بها بعض الشركات السويسرية في المجال الطاقوي في الجزائر، كونها ستسمح بخفض التبعية الأوروبية لروسيا فيما يتعلق بالغاز، وذلك من خلال مشاركة الشركات السويسرية في إنجاز مشروع مد أنبوب غاز الجزائرإسبانيا على طول 320 كيلو متر.