فقدت أسعار البترول الخام قرابة 70 بالمائة من قيمتها في أقل من ستة اشهر بعدما كان سعرها يترواح في حدود 147 دولار للبرميل شهر جويلية الفارط لينخفض إلى حوالي 40 دولارا خلال الأيام القليلة الماضية. وبعدما حقق سعر البترول الخام في شهر جويلية الفارط ارتفاعا في الأسواق العالمية عادت الأسعار لتنخفض وتحقق سقوطا حرا في ظرف وجيز لتفقد أزيد من 100 دولار للبرميل الواحد خلال هذه الفترة. وبدأ مسلسل انخفاض أسعار البترول في منتصف شهر جويلية الفارط جراء الأزمة المالية العالمية وما انجر عنها من تراجع في سعر صرف الدولار مقارنة بالعملة الأوروبية الأورو. ويأتي انخفاض أسعار البترول الخام جراء دخول معظم اقتصاديات دول العالم النامية منها والمتطورة مرحلة ركود اقتصادي، وذلك رغم القرار الذي اتخذته مجموعة الدول المصدرة للبترول "أوبيك" في فيفري الفارط بخفض معدل الانتاج اليومي. وقررت منظمة "أوبيك" خلال اجتماعها ال 149 المنعقد في شهر سبتمبر الفارط في فيينا الحفاظ على معدل الانتاج اليومي، داعية الدول الأعضاء الى الاحترام الصارم لحصتها الانتاجية من البترول الخام. ورغم القرار الذي اتخذته منظمة "اوبيك" إلا أن أسعار البترول الخام عادت لتنخفض الى أقل من سعر 100 دولار "البسيكولوجي" في ظل الأزمة المالية العالمية وما أفرزته من انخفاض في مستوى الطلب على البترول الخام في الأسواق الدولية. وفي شهر أكتوبر الفارط انخفضت أسعار البترول الى أقل من 70 دولارا للبرميل وذلك لأول مرة منذ شهر أوت 2007 لا سيما بعد الإعلان عن ارتفاع حجم احتياطي البترول في الولايات المتحدة الامريكية. وعقب هذه المتغيرات قررت دول منظمة "اوبيك" في ال 24 اكتوبر بفيينا خفض انتاجها ب 5.1 مليون برميل يوميا إلا أن ذلك لم يؤثر على سعر البترول الخام في الاسواق العالمية التي واصلت انخفاضها بشكل محسوس. وفي الثالث من شهر نوفمبر الفارط استمر انخفاض أسعار البترول حيث فقدت حوالي 4 دولارات للبرميل في سوق نيويورك (64 دولار) في سوق لا يزال متشائما اتجاه ارتفاع الطلب العالمي على البترول. ولم تمر سوى ثلاثة أيام حتى تنخفض أسعار البترول الى أقل من 60 دولارا للبرميل في سوق نيويورك وأقل من 57 دولارا في سوق لندن محققا مستواه الادنى منذ شهر فيفري الفارط بسبب انخفاض التعاملات في البورصات العالمية. وبتاريخ ال 20 نوفمبر 2007 تراجعت أسعار البترول الى أقل من 50 دولارا للبرميل في أدنى مستوى لها منذ عامين حيث بلغ سعره 22.50 دولارا في سوق نيويورك و54.48 دولارا في سوق لندن بسبب تأزم الوضع المالي العالمي. وفي بداية شهر ديسمبر انخفضت أسعار الخام الى اقل من 40 دولارا في سابقة اولى منذ اربع سنوات حيث بلغ سعر البرميل 91.39 دولارا في سوق لندن. وفي ال 11 ديسمبر الجاري ارتفع سعر البرميل ب 4 دولارات قبل اسبوع من انعقاد اجتماع "أوبيك" في وهران الذي ينتظر ان يخرج بقرارات جد هامة من شأنها التأثير على السعر المرجعي لبرميل الخام.