تخوض حماس مفاوضات شاقة على ما يبدو للوصول إلى تهدئة مستدامة وقوية لاتحتمل ثغرات تخدم الاحتلال وتستغلها إسرائيل للالتفاف على نتائج الصمود البطولي الذي أحرزه الفلسطينيون في غزة، لكن هل ستتمكن قيادات حماس في غدوّها ورواحها بين غزةوالقاهرة ودمشق من تحقيق هذا الهدف ؟ المهمة الحمساوية لا تستند إلى أي قوة خارجية أولنقل لا ترضخ لأية ضغوطات لافتكاك تنازلات من الجانب الإسرائيلي اللهم إلا مما حققته على الأرض وبرهنت عليه من قوة، ولولا هذا لما حرصت الدولة العبرية على التوصل إلى اتفاق معها عبر وسطاء طبعا ، فلا يوجد هناك من يتدخل مباشرة في قرارات الحركة كما هو واضح بعد تصفح المطالب التي ترفعها في محادثاتها على عكس ما كان يروج له البعض من أن حماس قادت الحرب لفائدة أجندة خارجية ويقصدون سوريا وإيران ، لكن من خلال قراءة ماتريده حماس نكتشف أنه مثل ماتريده كافة الفصائل من رفع الحصار وفتح المعابر..... وعليه فإن حماس تقود المفاوضات وفق أجندة المقاومة والشعب الفلسطيني ، رغم أنه ليس من العيب أن تكون لها علاقات لإحداث التوازنات في الصراع مع الاحتلال ، وإن كانت مدعاة للفخر من جهة أخرى على رأي بعض قادة الحركة،لكن اللافت أن دور مصر لا يساعد نهائيا في تلبية المطالب الفلسطينية ولعل كلام الزهار يشير إلى ذلك عندما يطلب من القاهرة عدم التعامل معهم بخلفية الإخوان المسلمين، رغم أن المفروض قوميا ووطنيا أن تتحرك باتجاه مايخدم القضية ، أي انها ينبغي أن تفاوض باسم الفلسطينيين وليس نيابة عن إسرائيل كما يحدث في هذه الوساطة وتؤكده المقترحات المصرية، ومقترحات تريد أن ترسخ منطق لا غالب ولا مغلوب رغم أن ما حدث كان بين ظالم ومظلوم، وعليه فإن أي رغبة في التوصل إلى اتفاق هدنة يضعف حماس سوف لن ينجح ولن تقبل به المقاومة لاسيما إذا علمنا وأن خبراء إسرائيليين ينصحون بالإبقاء على حماس قوية لاعتقادهم أن ذلك يخدم مصالح الاحتلال.