أكد لزهاري مسعدي، مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر، على وجود مشترك بين مديريته ومديرية الثقافة لإعادة ترميم وصيانة المساجد الأثرية التي تشرف عليها وزارة الثقافة، من بينها مسجد علي بتشيين الذي سيدشن من جديد، وجامع كتشاوة الذي تم غلقه في شهر رمضان الفارط بسبب تدهور هياكله وأيول إحدى مناراته إلى السقوط مما يهدد حياة المصلين، مشيرا إلى مكانة هذا المسجد الذي يعتبر معلما أثريا وجزءا مهما في تاريخ الجزائر، حيث فشلت فرنسا إبان الاستعمار في تحويله إلى كنيسة أو إسطبل مثلما فعلت ب 40 مسجدا، بفضل صمود الجزائريين ودفاعهم بشراسة على هذا الهيكل الديني الهام، ولذلك تحرص الوزارة الوصية على رد الاعتبار إليه ليكون قبلة كل المصلين. وأحصى المتحدث خلال استضافته أمس في فوروم البهجة، 500 هيكل ديني على مستوى ولاية الجزائر من بينها 7 مدارس قرآنية ومساجد وأقسام قرآنية، مشيرا إلى أن الولاية قدمت كل الإعانات المادية اللازمة لرؤساء المجالس الشعبية البلدية لتهيئة المساجد وترميمها، وكذا تدعيم الجمعيات وتشجيعها على بناء مساجد أخرى. من جهة أخرى، أكد مدير الشؤون الدينية والأوقاف أن الوزارة تقدم إعانات للجمعيات الدينية في كل سنة، والمقدر عددها في الوقت الحالي ب 414 جمعية على مستوى الولاية منها 42 لجنة دينية معتمدة، في حين تنتظر 200 جمعية أخرى تسوية وضعيتها، كما تم حل 75 جمعية وتجميد 14 أخرى لأسباب مختلفة، وقد استفادت خلال السنة الجارية 22 جمعية من إعانات تتراوح قيمتها من 60 و80 مليون سنتيم. وهناك لجنة مختصة على مستوى مديرية الشؤون الدينية لدراسة طلبات اللجان الدينية التي لم تستفد من إعانات الوزارة الوصية، وأضاف ضيف »فوروم البهجة« أن الميزانية الإضافية للولاية المقدرة ب 26 مليار سنتيم قسمت على المجالس الشعبية البلدية لتقديم الدعم للجمعيات الدينية التي تساهم بدورها في بناء وترميم وتجهيز المساجد. وتلزم المديرية المذكورة ممثلي كافة الجمعيات الدينية المعتمدة من طرف الوزارة الوصية بتقديم تقارير حول مصير الإعانات التي استفادت منها، وبجرد ممتلكات المساجد التي قاموا بتجهيزها قصد مراقبتها وتفادي أي تجاوزات محتملة. واعترف المتحدث من جهة أخرى بتعرض بعض صناديق التبرعات للسرقة، والتي غالبا ما تكون فارغة، لأنه يتم فتحها بعد صلاة العشاء حسب تعليمة وزير الشؤون الدينية، لتوضع الأموال في الحسابات الجارية للجمعيات صباحا، وشدد على ضرورة إبلاغ الجهات المعنية في حالة تعرض هذه الصناديق إلى النهب بمساهمة كافة المواطنين والمصلين على وجه الخصوص. على صعيد آخر، أوضح المسؤول الأول على قطاع الشؤون الدينية والأوقاف بالعاصمة أن 50٪ من أموال الزكاة توزع لفائدة الفقراء، وقد استفادت 24 ألف عائلة فقيرة من »زكاة القوت« التي تتراوح قيمتها بين 4000 و5000 دج، منذ سنة 2004، ورغم صعوبة تنظيم وإقناع الناس بوضع أموالهم في صندوق الزكاة، إلا أن قيمة المبالغ المالية التي يتم جمعها في ارتفاع من سنة إلى أخرى، في حين تخصص نسبة 37.5٪ من أموال الزكاة لتقديم قروض للشباب العاطل عن العمل أو الذين يملكون مؤسسات غارمة، واستفاد أزيد من 400 شاب على مستوى ولاية الجزائر من القروض الحسنة التي تتراوح قيمتها بين 20 و30 مليون سنتيم لإنجاز أو إتمام مختلف المشاريع، ويتم توزيع أموال الزكاة عادة قبل الدخول الاجتماعي وعيد الأضحى وزكاة الفطر، وحسبما أكده لزهاري مسعدي فإن ربع ما تم جمعه في اطار صندوق الزكاة سيتم التبرع به لسكان قطاع غزة. وعن الندوات الشهرية التي تنظم على مستوى مديريات الشؤون الدينية بالوطن، أوضح المتحدث أنها تخصص لمناقشة مختلف المحاور والمواضيع المعاصرة لفائدة الأئمة وموظفي المساجد، وباستضافة أساتذة وخبراء، وسيتم تنظيم في 31 مارس الجاري ندوة حول المواطنة والانتماء الحضري، وأشار المتحدث في السياق ذاته إلى أنه يتوجب على الأئمة الإلمام بكل المواضيع والأحداث المعاصرة كباقي المسؤولين في مؤسسات الدولة، ومن صلاحياتهم تحسيس المواطنين بضرورة الانتخاب باعتباره حقا وواجبا دون الترويج لمنافس أو مترشح معين. وفي الأخير كشف ضيف الفوروم عن اعتناق 92 اجنبيا مقيما بولاية الجزائر للإسلام ينتمون إلى بلدان مختلفة، وهناك مكاتب خاصة تستقبل الأجانب الراغبين في اعتناق الدين الإسلامي، ولجنة متكونة من أئمة يلقنون لهم الشهادة. وعن التنصير في الجزائر، أوضح المتحدث أن وزير الشؤون الدينية صرح في العديد من المناسبات أن المسيحيين الذين يقيمون بطريقة قانونية في الجزائر بإمكانهم ممارسة شعائرهم الدينية في إطار ما يسمح به القانون، أما بالنسبة للمبشرين الذين يسعون إلى شن حملات تنصيرية فهذا أمر آخر.