بلغت أمس أسعار النفط 46.70 دولار للبرميل، مسجلة تراجعا بأكثر من ثلاث دولارات في يوم واحد فقط، في هذا السياق كان وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، أكد في آخر تصريحاته أن الأسعار ستتراجع بدرجة أكبر قبل اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" المرتقب شهر ماي المقبل، ومن جهة أخرى أرجع الخبراء هذا الانخفاض إلى ارتفاع الدولار وتضخم مخزونات النفط وتوقعات صندوق النقد الدولي "الأفامي" بانخفاض نمو الاقتصاد العالمي خلال 2009. وقد سجل سعر الخام تسليم ماي المقبل في بورصة نيويورك التجارية "نايمكس" 46.70 دولار للبرميل، متراجعا بما يعادل 3.48 دولار، وهو انخفاض يأتي بعدما كان تجاوز منتصف الأسبوع الماضي 53 دولارا في ظل معطيات تتحدث آنذاك عن ارتقاب لجوء "أوبك" إلى تخفيض إنتاجها خلال اجتماعها غير العادي المنتظر عقده شهر ماي القادم، كما يأتي موازاة مع تأكيد رئيس صندوق النقد الدولي أن هيئته ستخفض توقعات نمو الاقتصاد العالمي لعام 2009 في التقرير حول توقعات الاقتصاد العالمي المقرر يوم غد الأربعاء موضحا في مقابلة أجرتها معه صحيفة ألمانية أن الأزمة الاقتصادية العالمية لن تنتهي بالرغم من ظهور بعض العلامات الايجابية، وتوقع "الأفامي" انكماش الاقتصاد العالمي بنسبة 5ر0٪ ليصل الى1٪ مع نهاية 2009، وهو أول انكماش له بعد الحرب العالمية الثانية، مشيرا الى احتمال انتعاشه في النصف الأول من عام 2010، وبرأي رئيس الصندوق فإن خطر الانكماش أكبر من التضخم على المدى القصير، وأن اقتصاد السوق يحتاج الى تنظيم ولكن كثيرين تجاهلوا هذا خلال العشرة أعوام الماضية. ومن جهته، كان وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل أورد مؤخرا أن منظمة الدول المصدرة للنفط ستخاطر مخاطرة كبيرة إذا لم تقرر تطبيق تعديل آخر في إنتاجها خلال الاجتماع المقبل الذي سيعقد في 28 ماي، وتوقع أن تشهد الأسعار تراجعا بدرجة أكبر قبل الاجتماع ثم تحسنها في وقت لاحق بفضل زيادة الطلب خلال الصيف، كما لم يستبعد أن تبلغ مع نهاية العام نحو 60 دولارا للبرميل، وأن يكون متوسط السعر على مدار السنة بين 40 و50 دولارا. أما وزير النفط الإماراتي محمد الهاملي فقد اعتبر أن سعرا قدره 50 دولارا لبرميل النفط ربما يساعد الاقتصاد العالمي على التعافي بشكل أسرع، وأوضح أن الإمارات وهي خامس أكبر مصدر للنفط في العالم ستمضي قدما في مشروعات التوسع، ولكن تراجع أسعار النفط يلقي عبء الاستثمار على المنتجين توقعا للطلب في المستقبل، وذهب يقول "ثمة حاجة لموجة جديدة من الاستثمارات الضخمة لتفادي دورة أخرى من أسعار النفط المرتفعة". في سياق متصل، كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أكد أمس الأول أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال تحت الضغط، كما أن كبير مستشاريه الاقتصاديين حد من الآمال بانتعاش سريع للاقتصاد العالمي، في سياق متصل سجل الدولار ارتفاعا إلى أعلى مستوى له خلال شهر أمام اليورو بعد أن دفع الانخفاض الحاد في الأسهم المستثمرين الى العودة لشراء العملة الأمريكية التي يعتبرونها ملاذا آمنا، علما أنه من شأن ارتفاع الدولار أن يحد من جاذبية السلع الأولية والنفط لبعض المستثمرين. وأوضح نائب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية ريتشارد جونز أن هذه الأخيرة لا تتوقع أن تخفض "أوبك" الإنتاج في اجتماعها المقبل ولا تتوقع في الوقت نفسه انتعاش الطلب على النفط حتى عام 2010، وعندما سئل عن الموعد المتوقع لانتعاش الطلب على النفط قال المتحدث "في اوائل العام المقبل".