كشف وزير الخارجية، مراد مدلسي، عن تمسك الجزائر برؤية شاملة داخل الإتحاد المغاربي بشأن مسألة الحدود البرية المغلقة مع المغرب، وتحدث الوزير عن طرحين، الأول صادر عن دول جوار يقول أنه "لو نفتح الحدود أمام التجارة كل شيء سيكون ممكنا"، أما الثاني الذي تعبر عنه الجزائر و تدعمه فهو :"كل شيء غير ممكن بإنفتاح تجاري فقط...يلزم انسجاما سياسيا". ووضع مراد مدلسي، مسألة الحدود والتجارة البينية المفتوحة بين دول الإتحاد المغاربي، في موقع متأخر من الأهمية "مادام لا يوجد توافق سياسي". وجاءت تلميحات الوزير في اتجاه المغرب بحكم تكراره للربط بين التجارة والحدود المغلقة "اليوم هناك من يعمل على الربط بين الإتحاد المغاربي وأهداف إقتصادية وإجتماعية، لكن يجب أن يكون الإنسجام بين خطتين". و لم ينكر مراد مدلسي، أن مسألة "الصحراء الغربية" هي "القوس الوحيد" وسط "العلاقات الطيبة للجزائر مع المغرب". والدليل يقول وزير الخارجية:"أن الشركات المغربية في الجزائر متواجدة وقدمت للمعرض الدولي قبل أسبوع بكثافة بل ووقعت عدة عقود مع شركاء محليين". وتابع "هذا القوس لا يفتح إلا في مستويات معروفة" وتمنى للمبعوث الأممي إلى المنطقة كريستوفر روس النجاح "لأننا نثق فيه بفضل معرفته للمنطقة حتى يصل لهذا الملف لبر الأمان...نراهن على العقلانية في ملف الصحراء الغربية والأخوية التي تربطنا بطرفي النزاع كما نراهن على العدل الدولي". وعن اتحاد المغرب العربي، عبر مدلسي عن أمله في عقد قمة مغاربية، لكنه أكد على وجود ما أسماه بخطتين، فهناك حسبه من يعتقد أن "مع فتح الحدود والتجارة بين البلدان المغاربية كل شيء ممكن إلا أن الجزائر ترى أنه كل شيء غير ممكن بالانفتاح التجاري "، مشيرا إلى أن الانسجام السياسي في المنطقة شيء ضروري في الإتحاد . وكشف وزير الخارجية مراد مدلسي، عن اجتماع يضم مسؤولي الإتحاد الأوروبي تحضره الجزائر في 16 من الشهر الجاري، في لكسمبورغ، وقال إن " الشهور القادمة ستكون حاسمة بالنسبة للدبلوماسية الجزائرية، من بينها اللقاء السنوي للإتحاد الأوروبي الذي سيخصص لتقييم العلاقة بين الجزائر والإتحاد الأوروبي، مع بحث آليات دفع التعاون واحترام التوازن في العلاقات". وتحدث مدلسي في حصة تحولات التي تبثها القناة الإذاعية الأولى عن الإتحاد المتوسطي، وأكد أن الجزائر تعتبر عضوا في داخل هذا الاتحاد، وليست طرفا كما يعتقد البعض، مشيرا إلى أن الجزائر رحبت بهذه المبادرة لتحقيق التعاون بين الضفتين، وأشار الوزير إلى أن التحفظ الذي عبرت عنه الجزائر ارتبط بالعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، من منطلق "أن دولة عضو تعدت على دولة عضو في الاتحاد في إشارة إلى إسرائيل "، وأضاف مدلسي قائلا إن الجزائر تعمل على تغيير إسرائيل لمواقفها تجاه القضية الفلسطينية. وخلال تطرقه للعلاقات الجزائرية الفرنسية، حرص مدلسي على التأكيد على قوة العلاقات بين البلدين، معتبرا أن قضية تعويض فرنسا لضحايا تجاربها النووية في الصحراء، ما هي إلا جزء من الخلاف بين البلدين بخصوص قضية الذاكرة، ليؤكد أن الجزائر تحاول النظر في مصدر المشكل والمتعلق بالاعتذار عن الماضي الاستعماري.