كشفت مصادر مطلعة، وقوف عناصر إرهابية وراء عدد هائل من الحرائق الغابية في المناطق التي ينشط فيها التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، الأمر الذي ضاعف من عدد الحرائق نفسها، بعدما اشتعلت بعضها أول الأمر بفعل إرتفاع درجات الحرارة هذا الصيف والتي فاقت الأربعين درجة في المناطق الساحلية واقتربت من درجة الخمسين. وتفسر المحاولات اليائسة من التنظيم، بوقف عمليات التمشيط الواسعة والكثيفة لقوات الجيش. والغريب أن أكثر النيران كثافة، إندلعت في المناطق التي تنتشر فيها النواة الصلبة للتنظيم الإرهابي. وقد دفع الإرهابيون بالخطوة لوقف التقدم وعرقلة العمليات الناجحة التي تمت من قبل الجيش خلال شهر جويلية، حيث تم القضاء على قيادات وعناصر إجرامية عديدة، كما أن اعتماد الجماعات الإرهابية على سياسة "إشعال الحرائق" قرب المناطق السكانية يهدف أساسا إلى توجيه أصابع الاتهام للجيش وخلق جو من الرفض والعصيان في صفوف المواطنين، الأمر الذي يشتت جهود السلطات في تهدئة الاوضاع ويخفف الضغط على الجماعات الإرهابية المحاصرة في الكهوف والمغارات. و أضافت المصادر نفسها، أن تزايد حرائق الغابات راجع لانفجار الألغام التى يقوم الإرهابيون بزرعها تجنبا لوصول قوات الجيش للمخابئ والكازمات، حيث تم العثور على آثار مواد كيميائية أثناء عمليات الإطفاء تعرف بأنها تستغل من التنظيم الإرهابي في صناعة متفجرات وقنابل تقليدية، ومع ذلك فقد لاحظ المراقبون محاولة التنظيم اللعب إعلاميا مع الملف، من خلال إصدار عدة بيانات تعكس الحقائق، وعلى الأقل يوجد أكثر من ثلاثة بيانات مؤخرا يدعي فيها أتباع الإرهابي "درودكال" وقوف الجيش وراء النيران. ولكن بالعودة إلى نتائج عمليات التمشيط، يمكن فهم دواعي "الحرب الدعائية" التي يقودها الإرهابيون، حيث تشير أرقام متطابقة، أن 36 إرهابيا تم القضاء عليهم خلال شهر جويلية الماضي، إذ حققت قوات الجيش الشعبي الوطني، ومصالح الأمن، نتائج واسعة في عمليات التمشيط ورصد الجماعات الإرهابية في عديد من مناطق الوطن، خمسة منهم على مستوى جبال الشلعلع بالشريط الحدودي لولايات باتنة، خنشلةوأم البواقي. كما يستمر التمشيط الواسع على مستوى حدود ولاية أم البواقي مع ولايتي خنشلةوباتنة، خاصة عبر منطقتي بئر الشهداء وعين كرشة. وذلك بعد تسرب معلومات عن حركة متكررة لعناصر إرهابية عبر هاتين المنطقتين امتدادا إلى جبال ولاية تبسة. وتمكنت وحدة من الجيش الوطني الشعبي من القضاء على إرهابيين بغابة الساحل بزموري ببومرداس، كما قضت قوات الجيش، أيضا على 3 إرهابيين في المنطقة المسماة حاسي بحوص جنوب شرقي منطقة آمقيدن . ومن جهتها وبولاية تيزي وزو ، تمكنت عناصر الجيش، من وضع حد لنشاط ثلاثة عناصر إرهابية بالمكان المسمى أشرشور ببلدية بوزفان. وقضت قوات الأمن المشتركة، على إرهابيين اثنين بغابة تاقرارة جنوبي بلدية مراد بدائرة حجوط في ولاية تيبازة، وذلك بعد محاصرتها مجموعة إرهابية تتكون من 29 إرهابيا قضي على اثنين من عناصرها في الاشتباكات التي دارت بين الطرفين. ثم القضاء على خمسة إرهابيين في تيمزغيدة قرب تابلاط بولاية المدية. يذكر أن مصالح الحماية المدنية سجلت 305 حريق للغابات منذ مطلع شهر جويلية المنصرم تسبب في إتلاف 2321 هكتار منهم 4100 هكتار من الشعير و97 ألف شجرة مثمرة و 4150 نخلة ، كما سجلت ذات المصالح 1220 حريق آخر أتلف 3750 هكتار من محاصيل القمح و152 حريق أتى على 1542 من الأدغال، وخلال نهاية الأسبوع الماضي أي من يوم الأربعاء إلى يوم الجمعة تم تسجيل 76 بؤرة حريق في ولايتي بجاية وتيزي وزو شرق العاصمة وولاية تيبازة غربها مما أسفر عن إتلاف 909 هكتارات. وجاء في بيان المديرية العامة للغابات أن نحو ستة آلاف هكتار منها 2772 من الغابات طالتها الحرائق في الفترة الممتدة من الأول جوان إلى غاية منتصف شهر جويلية المنصرم.