رغم أن الدخول المدرسي جاء في آخر أيام شهر رمضان ومع بداية تطبيق النظام الجديد لعطلة نهاية الأسبوع إلا أنه استحوذ على اهتمام كبير من طرف الأولياء لدرجة القلق، فتاهوا بين الثلاثية: رمضان ، الدخول المدرسي وعيد الفطر، حيث كانت تتمتم امرأة وهي تهرول في السوق ساعات قبل الإفطار تبحث عن مئزر وردي اللون وهي تقول ربما في السنة القادمة سيأتي الدور على الحقائب ..... رحلة البحث عن المئزر جعلتنا نكتشف كل مشتقات الوردي والأزرق، والمهم هو الحصول على مئزر ولا يهم المقاس. ورغم أن الأولياء قد تعودوا على دخول مميز في كل سنة سواء بالنسبة لتغيير نظام التدريس أو استحداث مناهج تربوية جديدة أو اقتناء كتب جديدة التي عرفت تباينا في وفرتها من مدرسة لأخرى وفي كل سنة يستعد أولياء التلاميذ لمراطون طويل لا ينتهي إلا بانقضاء السنة الدراسية . تعودنا رغما عنا ومحبة في توفير الظروف المناسبة لأطفالنا والمشاكل لا تنتهي حتى في قلب الأحياء التي يصنفها البعض بالراقية، أقسام مكتظة، كراسي مكسرة وأقسام لا تتسع لعدد التلاميذ الذي يزداد في كل سنة، لوحة مزركشة تحمل توقيع كل الفاعلين في مجال التربية ورغم أن النية في الإخلاص لهذه المهنة النبيلة متوفرة ونحي تحية إجلاء كل من بيدهم الأخذ بأيدي أبنائنا نحو مستقبل نريده أحسن من حاضرنا. إن المجتمعات المتطورة تجعل من لب الأشياء الأولوية الأولى وتترك الأمور الثانوية والشكلية تأخذ مجراها في هدوء دون أن تصبح حدثا يلفت الانتباه ويطفو فوق ما هو أهم، عكس ما نعمل به نحن. والمئزر خير دليل على الدخلة المتميزة التي انفرد بها الدخول المدرسي هذه السنة، وتعب الكثير من الأولياء في العثور عليه، هذه تسأل جارتها وأخرى توصي صاحب محل وأخريات فضلنه على ملابس العيد . أين تكمن أهمية اختيار اللون وهل هي حقا كما صرحت مديرة مدرسة في احد البرامج المباشرة في التلفزيون يوم الدخول المدرسي أن توحيد اللون هو لتذليل الفوارق بين الغني والفقير .... وهل المآزر تخفي الوجوه الشاحبة للمعوزين أم تنقص من نيرة وجوه المحظوظين ؟ لا أظن، لأن أغلب التلاميذ يرتادونه مفتوحا أو لحظة الدخول إلى المدرسة وغالبا ما يستر إلا جزءا بسيطا من الجسم. إن المبادرة ليست سيئة ولكنها غير ضرورية مادامت المآزر غير متوفرة بالكمية الكافية ونحن في منعطف كبير من التصحيح التربوي لإعطاء المدرسة الجزائرية الصفة الكلاسيكية، ونحتاج لتركيز الجهود على أمهات المواضيع لا أن نضيع ما تبقى لنا من الوقت في البحث عن قطعة قماش مفصلة بعديد الأشكال واحدة تحمل اسم طيور الجنة وأخرى فلة لتأتي باربي ودورة والبقية ننتظرها من مشاهير القنوات الفضائية التي تأثر بها المئزر قبل أن يدخل السوق.