نددت 130 عائلة قاطنة بشاليهات حي ميموني ببلدية برج الكيفان بالعاصمة بسياسة التهميش والإقصاء التي تتبعها السلطات المحلية تجاههم، وبالأخص المعاناة التي لا يزال السكان يتخبطون فيها منذ أكثر من ست سنوات مطالبين بضرورة التكفل بانشغالاتهم ومنحهم سكنات اجتماعية لائقة . جدد القاطنون بالشاليهات على مستوى حي ميموني مناشدتهم السلطات المحلية والولائية على حد سواء التدخل العاجل ووضع حد للمعاناة التي طالت مدتها دون أن تأتي بالجديد. ففي كل مرة تقدم وعود تلو الأخرى، وتبقى مجردة من التنفيذ. ووقفت ''المستقبل'' عند حجم المعاناة التي يعيشها القاطنون بالشاليهات والتي لا تمت للحياة البشرية بأية صلة، شاليهات لا تدخلها أشعة الشمس ولم تزرها أعين المسؤولين منذ عملية ترحيلهم التي فاقت الست سنوات، بعد استماعنا لبعض الشكاوى قررنا تقصي أثار المعاناة، دخلنا إلى بعض الشاليهات التي تضم عائلتين، وهو ما يؤكد أن سكان الشاليهات لم يرتقوا بعد لحياة الآدميين، ومن شالي إلى آخر سمعنا بعض المآسي التي تشهدها الشاليهات من عزاب يتقاسمون غرفة واحدة ومتزوجين ناهيك عن أرباب العائلة الذين ينامون في المطبخ. هذه الوضعية دفعت بالكثيرين إلى بناء غرف مجاورة في ساحة الشالي، نظرا للكم الهائل من العائلات التي تحتوى أكثر من عشرة أفراد، وما زاد الطين بلة الفيضانات التي اجتاحت المنطقة بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت في الآونة الأخيرة، نجم عنها عدة خسائر مادية مست أثاث القاطنين. هذا الوضع أثار غضب الكثير ممن التقينا بهم فعبروا لنا عن استيائهم الكبير لما آلت إليه وضعيتهم منددين بالأوضاع الكارثية رافعين شعارات، ولافتات كتبت بالبند العريض ''سئمنا الحقرة والتهميش نريد الملموس لماذا الوعود الكاذبة...'' الحياة التي يحيونها تحت أسقف الشاليهات تفتقر إلى أدنى شروط العيش الكريم، ضف إلى ذلك صمت المسؤولين والوعود الزائفة التي تلقوها في كل مناسبة طيلة ست سنوات، وهم يمكثون بالشاليهات دون أن تحرك السلطات المعنية ساكنا، وافتقار العديد من الضروريات اليومية جعل الحياة تبدو أكثر بدائية، وبالأخص الأمراض التي بدأت تنخر أجسامهم، فالعديد أصيبوا بأمراض خطيرة أوجبت عليهم الخضوع للعلاج الدائم حيث يواجهون المصير المجهول تحت رحمة الشاليهات الهشة مع الحشرات السامة كالناموس والبعوض وكذا الأعشاب الضارة التي اخضرت بفعل المياه المتحجرة من الأمطار، والتي تكدست تحت الشاليهات ناهيك عن الجرذان التي عششت بينهم.لذا يناشد سكان حي ميموني ببلدية برج الكيفان السلطات المحلية والمعنية التدخل وانتشالهم من الحياة البدائية التي طالت مدتها. إيمان. س