عشنا في رحلتنا من مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة باتجاه الخرطوم عاصمة الجمهورية السودانية أجواء اقل ما يمكن القول عنها إنها أكثر من رائعة صنعها أعضاء البعثة الصحفية وبعض الأنصار المتنقلين الى السودان على متن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية والذين بلغ عددهم 161 حيث صنعوا الحدث بأهازيجهم وتغنيهم بالمنتخب الوطني والجزائر وذلك رغم الطلبات المتكررة لطاقم الطائرة بالتزام الهدوء لدواعي أمنية، وقد كانت الرحلة جد مريحة ولم تشهد أي اضطرابات عدا الأهازيج التي دوت الطائرة والزغاريد التي أطلقتها مضيفات الطائرة الجزائريات، وهو ما جعلنا نعيش أجواء مميزة، وقد استمرت الرحلة 5 ساعات كاملة الى غاية وصولنا الى مطار الخرطوم الدولي. ترحاب كبير من الأشقاء السودانيين وصلت الطائرة على الساعة التاسعة ليلا بالتوقيت المحلي (السابعة بالتوقيت الجزائري) وقد تفاجأنا بالترحاب الكبير الذي لقيناه من الإخوة السودانيين الذين عبروا عن مساندتهم الشعبية والرسمية للجزائر، وأكثر ما شد انتباهنا العلم الوطني الذي علقه احد اعوان شرطة الحدود في صورة عكست المساندة السودانية للخضر. وقد وجدنا في المطار كل التسهيلات سواء من شرطة الحدود السودانية أو السفارة الجزائرية التي وفرت لنا كل الظروف الملائمة من نقل وحجز بفندق ''تاكا'' الذي وجدناه ملائما للإقامة من كل النواحي، لكن الملاحظ على الشعب السوداني انه لا يسهر كثيرا بعدما وجدنا كل المحلات مغلقة على الساعة العاشرة ليلا، وهو ما صعب من مهمتنا في اقتناء الشرائح الهاتفية للاتصال بالأهل في الوطن لولا أن تكرم علينا احد السودانيين بمنحنا هاتفه الخاص وهو ما اثبت مرة أخرى كرم وجود الشعب السوداني الشقيق. السودان وراء ''الخضر'' ومطالبة بالرايات الوطنية عند قدوم الصباح اتجهنا الى وسط مدينة الخرطوم أين كنا نود شراء شرائح الهاتف، لكننا كنا في كل مرة نتوقف للحديث مع بعض المواطنين السودانيين الذين كانوا يتمنون فوز الجزائر على الفراعنة. طلب الأعلام الوطنية كان بكثرة، وقد وجدنا حرجا كبيرا لعدم تلبية طلباتهم. زياني مدلل السودانيين مع حليش ثقافة كروية كبيرة وجدناها لدى السودانيين المطلعين على جميع نوادي الدوليين الجزائريين وأكثر من يعشقونه هو ''كريم زياني'' و''رفيق حليش'' فضلا عن معرفتهم التامة لجميع الأندية الأوروبية التي يلعبون لها، كما يحتفظ السودانيون بذكريات عديدة مع النوادي الجزائرية في صورة وفاق سطيف وشبيبة القبائل ومولودية العاصمة والتي سبق لها التباري معها في مختلف المنافسات القارية. الخرطوم ولاية جزائرية تشبه الأجواء التي تسود الخرطوم هده الأيام كثيرا الأجواء بالجزائر، حيث يجول أنصارنا الشوارع حاملين الرايات الوطنية ومتغنين بالمنتخب، وما زاد من روعتها هو دخول السكان المحللين في الاحتفالات وتجوبهم التام معهم، ويتواجد قرابة 10 آلاف جزائري هنا ما يترك تشابه الأوضاع مع ما تعيشه المدن الجزائرية. ''الخضر'' يتدربون وسط حضور الجماهير السودانية خاض المنتخب الجزائري حصتين تدريبيتين، الأولى بملعب الخرطوم والذي سيحتضن المواجهة، وكان ذلك أول أمس، والثانية البارحة مساء في توقيت اللقاء بملعب الهلال وكان في ظروف رائعة ومميزة وبحضور كل اللاعبين، ما جعل علامات الارتياح بادية على الطاقم الفني. ورغم الحصار المفروض على ''الخضر'' إلا أن بعض مصادرنا أكدت أن سعدان سيعتمد على خطة هجومية، حيث سيزج بكل من صايفي وغزال في الهجوم ويضحي بمغني أو مطمور لرغبته في إشراك يبدة لخلافة لموشية المعاقب، في حين فإن مشاركة شاوشي ستكون مؤكدة حيث سيخلف ڤواوي لنفس السبب؛ أي العقوبة. مبعوثنا إلى الخرطوم: فران جمال