هدأت الحكومة الفرنسية من مخاوف الأوساط اليمينية المتطرفة الماسكة بزمام السلطة في باريس، من مقترح مشروع قانون تجريم الاستعمار، الذي وقع عليه 521 نائب من المجلس الشعبي الوطني، ردا على قانون 32 فيفري الممجد للاستعمار، وبالمقابل طمأنت الحكومة الجزائرية بأن باريس لا تنوي التدخل في شؤونها الداخلية. وخرج المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، لوك شاتيل، أمس الأربعاء في ختام اجتماع لمجلس الوزراء الفرنسي، ليؤكد أن فرنسا لا تفكر في التدخل في صلاحيات البرلمان الجزائري، أو التأثير في قراراته، في إشارة إلى الأصوات البرلمانية التي عبرت عن استهجانها من الحملة التي تعرض لها مشروع قانون يوجد على مستوى برلمان تابع لدولة سيدة. وقال لوك شاتيل إن ''الحكومة الفرنسية لا تفكر في التدخل في عمل البرلمان الجزائري''، وتابع المتحدث باسم حكومة باريس ''إن مقترح مشروع قانون تجريم الاستعمار، الذي هز مشاعرنا، لا زال مجرد مبادرة برلمانية، طالما أن الحكومة الجزائرية لم تتبناه رسميا''. تصريح الناطق باسم الحكومة الفرنسية جاء ليستدرك الخطأ الدبلوماسي الجسيم الذي وقع فيه وزير الهجرة إيريك بوسون، الذي سارع إلى التعبير عن أسف فرنسا من مقترح المشروع القانوني الذي يجرم الممارسات الاستعمارية، وهو ذات الموقف الذي عبر عنه نواب يمينيون، قالوا إن تبني ذات المشروع يعتبر إساءة لمن وقف إلى جانب الجيش الاستعماري في حربه من أجل بقاء الجزائر فرنسية في الخمسينيات. وكان وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، قد عبر عن استغرابه أيضا من الحملة التي تعرض لها مقترح مشروع قانون تجريم الاستعمار، وقال ردا على نواب من حزب ''الاتحاد من أجل حركة شعبية'' في البرلمان، الثلاثاء، إن ''المشروع لم يتبناه الجهاز التنفيذي في الجزائر، فلم هذا الجدل إذن؟''.