كانت تعمل بيومية الجمهورية بوهران    يخص الطورين من التعليم المتوسط والثانوي    قال ابتداءً من الأسبوع المقبل،رياض قمداني:    بمشاركة أكثر من 50 عارضا    حسب بيان صادر عن الصندوق الوطني للتقاعد    خنشلة تزامنا و شهر رمضان المبارك    رأي في الإصلاح التربوي.!؟    التهديد بعودة الحرب بهدف تنفيذ التهجير    ماذا يريد وزير داخلية فرنسا من الجزائر؟    بوغالي يلتقي رئيس برلمان الميركوسور    ناسدا تنظم معارض خلال رمضان    وجبات مجانية لخمسة ملايين تلميذ جزائري    الأمن الوطني يضبط كمية كبيرة من السموم    تبادل الخبرات في مجال السياسات الاقتصادية    جامعة "الجيل الرابع" مدرة للأرباح بتحدّيات استراتيجية    الولايات المتحدة الأمريكية : ترامب يتباهى بتراجع تدفق المهاجرين لأدنى مستوى بتاريخ بلاده    روتايو.. الحقد على الجزائر عنوان حساباته السياسية    معسكر..فتح 16 سوقا جواريا خاصا بشهر رمضان المعظم    تزمنا مع الشهر الفضيل..برنامج رمضاني ثري عبر ولايات الوطن    سهرات الأوبرا الرمضانية : بلاتوفني راقي تصنعه نخبة من الأصوات المتميزة    أوغندا : تسجل ثاني وفاة بفيروس "إيبولا"    المجمّع الجزائري للنقل البحري يرفع رأسماله    تصنيع قطع الغيار.. الجزائر رائدة خلال 4 سنوات    "حماس" تصف قرار الكيان الصهيوني بجريمة حرب    شهر الفرح والتكافل والعبادة    دعوة الحركة التضامنية إلى مرافقة الشعب الصحراوي في نضاله العادل    السياسة العقابية الوطنية مبنية على التعليم والتشغيل    إثراء المحتوى الاقتصادي للشراكة الاستراتيجية الشاملة    الطلبة يحسّسون بأخطار المخدرات    شوربة "المقطّفة" و"القطايف" لاستقبال الضيف الكريم    تراجع مقلق لمستوى حاج موسى قبل قمّتي بوتسوانا والموزمبيق    غربال وقاموح في تربص تحكيمي في كوت ديفوار    "بشطارزي" يفتح أبوابه لعروض متميزة    عبد الباسط بن خليفة سعيد بمشاركته في "معاوية"    عسلي وحدوش في "الرباعة"    صلاة التراويح    قندوسي جاهز لتعويض زروقي في المنتخب الوطني    مرصد دولي يدين بشدة القيود المفروضة من قبل المغرب على المدافعين عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة    رئاسة الجمهورية تعزي عائلة "هدى نذير"    سُنّة تخلى عنها الشباب رغم بركتها ومزاياها الكبيرة    الإعلان عن فتح باب الترشح لجائزة رئيس الجمهورية للغة العربية    شنقريحة يحثّ على اليقظة ومضاعفة الجهود    فيلم فانون يفوز بجائزة أسبوع النقد    بلمهدي يقدم واجب العزاء    هذه توصيات ملتقى رابطة علماء الساحل    مولودية الجزائر تعزّز صدارتها    ذهب الظمأ وابتلت العروق    كيف تحارب المعصية بالصيام؟    شهادة دولية لبنك الإسكان    بحث سبل تعزيز ولوج الأسواق الإفريقية    شهر رمضان.. وهذه فضائله ومزاياه (*)    تنس/الدورة الدولية ال2 للأواسط J30 الجزائر: تتويج الجزائرية بن عمار باللقب    صناعة صيدلانية: بحث سبل تعزيز ولوج المنتجين الجزائريين للأسواق الافريقية    الجمعية العامة الانتخابية للاتحادية الجزائرية لكرة اليد: فترة ايداع ملفات الترشح من 1 الى 3 مارس    العنف يتغوّل بملاعب الجزائر    عهدة جديدة لحمّاد    التوقيع على ملحق اتفاقية حول إدراج الأعمال التدخّلية    الجزائر تحتل مكانة استراتيجية في صناعة الأدوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معزة ولو طارت ...
سعيد مقدم
نشر في المستقبل يوم 21 - 02 - 2010

جاء في خبر تداولته بعض الصحف الوطنية الصادرة أمس، أن وثيقة ذات طابع اقتصادي، تتداول منذ مدة في أوساط المستثمرين، تتضمن فقرة أقحمها مستثمرون أجانب، يشترطون من خلالها توقيع الطرف الجزائري في تعاملاتهم على تعهد يلزم هذا الأخير بعدم تلقيه رشوة أو حتى هدية " مهما كان نوعها '' خلال تعاملاتهم التجارية المتعلقة بمختلف صفقات المشاريع.
الملفت للانتباه في تفاصيل الخبر، أن '' إطارات '' جزائرية، نددت بمضمون الوثيقة المتداولة، واعتبرت شرط عدم اللجوء إلى الرشوة في مختلف الصفقات بمثابة '' إهانة، وضرب لمصداقية وأمانة المستثمرين الأجانب ''.
لعل أول ملاحظة يقف عليها قارئ هذا الخبر، مهما كان مستواه وتوجهه، وبغض النظر عن جنسيته، هي '' لماذا هذا الشرط '' ؟، ولماذا الجزائريون دون غيرهم من البشر العاملين في مجال الاستثمار؟
الجواب قد لا يحتاج إلى جهد كبير، أو خبير في الاقتصاد ليبرر هذا الشرط، وأي عاقل يمكن له أن ينظر إلى الموضوع برؤية عقلانية، ولا يعتبر ذلك بمثابة '' إهانة '' للمحيط الاستثماري في الجزائر، لأن الإهانة الحقيقية تترتب عن وجود ظاهرة إسمها الفساد، والفساد موجود في مجتمعنا بدرجة مقلقة، أحببنا أم كرهنا، فكيف لا نشعر بالإهانة من وجود الفساد المنبوذ في جميع الشرائع والقوانين الوضعية، وتأخذنا العزة بأنفسنا، عندما يطالبنا الغير بتطهير أنفسنا من هذا الورم الخبيث إذا أردنا التعامل معه؟
أعتقد أن مظاهر الإعتزاز بالنفس، تبدأ من تطهير هذه النفس من جميع " الموبقات '' والشوائب، لأن الإقرار للفاشل بالنجاح يعد خديعة مشجعة على الفشل، والشهادة للسارق بحسن السلوك والاستقامة تعد جريمة وتشجيعا على اللصوصية، ونحن والحال هكذا علينا الإقرار والاعتراف بانتشار ظاهرة الفساد في مجتمعنا، لأن الأرقام المنشورة يوميا على صفحات الجرائد، أصبحت مخيفة، والتصريحات التي نقرأها يوميا على ألسنة مسؤولين في مختلف أجهزة الدولة، تؤكد أن ظاهرة الفساد في الجزائر أصبحت جرما لا يمكن السكوت عنه، وأكثر من ذلك، نقرأ في الوثائق الدولية المتعلقة بالفساد، فنجد الجزائر تحتل مراتب مخيفة، وقارنوا إن شئتم أرقام السنوات الأخيرة، لتجدوا أن الجزائر قفزت من الرتبة 29 في عام 2008 ، إلى الرتبة 111 في عام 2009 ، بفارق 19 درجة في ظرف سنة واحدة، وهو رقم مخيف ومخجل للغاية بالنسبة للذين يحسنون قراءة الأرقام ..
في عالم الطب، يقولون إن التشخيص الإيجابي للمرض، مهما كانت درجته يعني ضمان نصف العلاج، وكذلك الأمر بالنسبة لهذه الظاهرة المرضية التي تسمى الفساد وتنخر مجتمعا بكامله، يمكن القول إن تشخيصها الإيجابي يضمن نصف علاجها، والنصف الآخر يبقى مرهونا بعوامل أخرى، ومن أبلغ مظاهر هذا التشخيص الخاص بالفساد، هو اعترافنا رسميا بوجود الظاهرة المشينة قبل الحديث عن حلولها، ويجب أن لا نخجل من واقعنا، على الأقل ما دام الآخر يعرف عنا كل شيء .
الفساد، ظاهرة مرضية وجدت منذ وجد الإنسان، والجزائر ليست البلد الوحيد المعني بهذه الظاهرة، لكن الفرق بيننا وبين الآخرين، أنهم يعترفون بأخطائهم وزلاتهم، وينطلقون من هذه الأخطاء لتصحيح واقعهم، أما نحن، فنغلب في كثير من الأوقات والحالات منطق '' معزة ولو طارت '' ، وتلك هي المصيبة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.