سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأفامي يوصي الجزائر بإلغاء قرار منع القروض الاستهلاكية في وثيقة بعث بها للحكومة عقب اجتماع مجلسه التنفيذي
أرسلت بواسطة سفيان , هارس 05, 2010
Votes: +0
طالب صندوق النقد الدولي الجزائر بإلغاء قرار منع القروض الاستهلاكية الصادر في قانون المالية التكميلي 2009 واعتبر الأفامي أن إلغاء القروض الاستهلاكية يمكن أن يعرقل تنمية القطاع المالي، مطالباً بصراحة بإلغاء القرار بمجرد بداية عمل مركزية المخاطر الخاصة بالقروض الاستهلاكية للأفراد. كما أوصى بالإسراع في تحسين مناخ الأعمال، وتوضيح دور البنوك العمومية، وتعزيز طريقة إدارتها من خلال إمكانية العودة لتنفيذ مسار خصخصة بعضها بغرض الاستفادة من نجاعة أساليب الإدارة والتسيير وفق المقاييس العالمية. وقال مجلس إدارة الصندوق في الوثيقة التي بعث بها إلى الحكومة في ال 23 من شهر فيفري الفارط بعد اجتماع المجلس التنفيذي للصندوق ومشاوراته مع الجزائر (بحسب المادة الرابعة)، إن تعديل شروط مزاولة الأعمال وفق البنود الجديدة لقانون المالية التكميلي للعام 2009 بالنسبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، سيكون له انعكاسات خطيرة على وتيرة الإصلاحات المالية والاقتصادية التي باشرتها الحكومة بداية العقد الجاري، مضيفا ''إن منع الاستثمارات الأجنبية من السيطرة على أغلبية الحصص في مشاريع في الجزائر، سيحد من استفادة اقتصاد الجزائر من استثمارات جادة، وكذلك من التحويل الحقيقي للتكنولوجيا التي يحتاج إليها الاقتصاد الجزائري، الذي تضرر كثيرا خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي''. وقال صندوق النقد الدولي إن الجزائر سجلت سنوات عدة من النمو الاقتصادي القوي بفعل النفقات العمومية الضخمة، ولكنها بقيت تواجه تحديات مهمة، وفي مقدمتها تحقيق نمو خارج قطاع المحروقات، معترفا بقدرة الجزائر على التحكم في الضغوط التضخمية، حيث بقي التضخم ضعيفا في مستويات أقل من 6 بالمئة، كما تمكنت الجزائر من تحقيق ادخار مهم في صندوق ضبط الموارد من أجل تمويل برنامج ضخم للاستثمارات العامة، بعد تخفيض حجم الديون الخارجية إلى مستويات ضعيفة جدا. وتحدث الأفامي في الوثيقة الموجهة للحكومة عن هشاشة الاقتصاد الوطني المرتبط بالمطلق بوضعية السوق النفطية العالمية وعائد صادرات البلاد من النفط والغاز، واعتبر صندوق النقد الدولي أن ''تراجع الطلب العالمي على المحروقات ألحق خسائر بالجزائر''، وكشف صندوق النقد المعروف بقدرته على التأثير على دوائر صنع القرار عبر العالم، عن أن الإنتاجية ومناخ الأعمال في الجزائر سجلا تأخرا كبيرا مقارنة بأهم شركاء الجزائر التجاريين، كما أن النمو خارج المحروقات، وخلق المزيد من فرص العمل مرتبطا ارتباطا وثيقا بحجم الإنفاق العمومي، مما يؤكد ضرورة تسريع وتيرة تنفيذ الإصلاحات الهيكلية بغرض تحقيق هدف تنويع الاقتصاد الوطني، والسماح بنشوء قطاع خاص تنافسي منفتح على الأسواق العالمية، حتى تتمكن الجزائر من تجنيب اقتصادها العودة الحتمية للوضعية التي أعقبت انهيار أسعار النفط في العام ,1986 الذي أدى إلى توقف مئات مشاريع البنية التحتية في الجزائر نتيجة شح التمويل. وأكد الصندوق في خلاصة التقرير الذي أرسله إلى السلطات الجزائرية، أن هذه الأخيرة تمكنت من مجابهة الانكماش الاقتصادي العالمي من وضعية متينة، حيث سجل النمو خارج قطاع المحروقات 9 بالمئة في العام ,2009 بفضل محصول جيد من الحبوب والأرقام الجيدة التي سجلها قطاع الخدمات، فضلا عن النتائج الإيجابية التي حققها قطاع ''البناء والأشغال العامة''، فيما سجل قطاع ''المحروقات'' تراجعاً بنحو 7 بالمئة نتيجة تراجع الطلب العالمي بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، مما يعني أن النمو الإجمالي للناتج الداخلي الخام للجزائر لم يتعد 2 بالمئة مقابل 4,2 بالمئة في العام ,2008 ونسبة تضخم في حدود 8,5 بالمئة بسبب تسجيل أسعار المنتجات الزراعية نسبة نمو هائلة تجاوزت 25 بالمئة في العام 2009 نتيجة الخلل الهيكلي في سلسلة العرض. وتوقع خبراء ''صندوق النقد الدولي'' بعد تحليلهم للوضع الاقتصادي والظرف المالي للجزائر، أن يسجل الناتج الداخلي الخام خارج المحروقات 5,5 بالمئة في العام ,2010 في الوقت الذي يتراجع إنتاج المحروقات هو الآخر بسبب التوجه التصحيحي للاقتصاد العالمي، فيما سيسجل التضخم معدلا في حدود 5 بالمئة، في حال تسجيل استقرار في أسعار المنتجات الزراعية الطازجة. وأضاف الخبراء أن ''تحسن أسعار المحروقات في السوق العالمية سيسمح بتعزيز الوضعية الخارجية وموازنة الجزائر''، علما أنها لن تكون بأهمية الفائض الكبير نفسها المسجل خلال الأعوام الأخيرة، وهو ما يهدد بشكل مباشر الوضعية الخارجية للجزائر وناتجها الداخلي على المدى المتوسط، في حال عدم خروج الاقتصاد العالمي من وضعية عنق الزجاجة التي يعيشها منذ نحو سنتين، وفي هذه الحالة سنشهد توقف الكثير من الاستثمارات، كما سيتم تسجيل توجه تصاعدي لنسب البطالة، وهو ما يعني أن تعزيز دور القطاع الخاص وتنويع الاقتصاد الجزائري هما طريقة الخلاص الوحيدة على اعتبار أن الإنفاق العمومي لا يمكنه ضمان نمو دائم على المدى الطويل.