أصدرت الحكومة، أمس، مرسوم مراجعة نظام التعويضات المعتمد مؤخرا من طرف الوزير الأول وبعد موافقة رئيس الجمهورية. في الوقت الذي نجحت وزارة التربية في وقف إضراب الأساتذة الذي امتد لثلاثة أسابيع، وسجلت أغلب المدارس والثانويات أمس، عودة أغلب المضربين إثر ''تهديدات''باتخاذ إجراءات صارمة أعلنتها الحكومة نهاية الأسبوع الماضي. وصنف وزير التربية ال10 في المائة من ''المصرين على الإضراب'' على أنهم ''يحملون مطالب سياسية وليست بيداغوجية''.في أول تعليق له على عودة المدرسين للدراسة أمس، وبالمناسبة صدر المرسوم التنفيذي 70-78 المؤرخ بتاريخ 24 فيفري الماضي، والذي يؤسس للنظام التعويضي للموظفين المنتمين للأسلاك الخاصة بالتربية الوطنية، بناء على تقرير رفعه وزير التربية أبو بكر بن بوزيد.على أن يتم التطبيق بأثر رجعي من الفاتح جانفي .2008 ويهدف هذا المرسوم حسب العدد الأخير للجريدة الرسمية، إلى تأسيس النظام التعويضي للمنتسبين لقطاع التربية، بما يسمح لهؤلاء بالاستفادة وحسب الحالة، من العلاوات والتعويضات. ويتعلق الأمر بعلاوات تحسين الأداء التربوي والتسييري والمردودية، بالإضافة إلى تعويضات التأهيل والتوثيق التربوي والخبرة البداغوجية.. وعلى هذا الأساس، تحسب علاوة تحسين الأداء التربوي وفق نسبة متغيرة من صفر إلى 40 في المائة من الراتب الرئيسي، وتصرف كل ثلاثة أشهر لفائدة موظفي التعليم وموظفي التربية وموظفي التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني وكذا موظفي التغذية المدرسية. كما تحسب علاوة الأداء في التسيير وفق نفس النسبة السابقة لفائدة موظفي المصالح الاقتصادية، على أن يتم حساب علاوة المردودية وفق نسبة متغيرة من صفر إلى 30 في المائة من الراتب الرئيسي وتصرف كل ثلاثة أشهر لفائدة موظفي المخابر. أما بخصوص التعويضات، فقد أشار المرسوم إلى النسب المطبقة على تعويضات التأهيل، بواقع 25 في المائة من الراتب الأساسي بالنسبة للموظفين المرتبين في الأصناف 12 فما دون، و30 في المائة بالنسبة للموظفين ذوي الأصناف 13 فما فوق. أما بشأن تعويض التوثيق التربوي، فإن المرسوم ينص على أن الصرف سيكون شهريا، بطريقة جزافية، بواقع 2000 دينار بالنسبة للموظفين المرتبين في الأصناف 10 فما دون، و2500 دينار للموظفين أصحاب الصنفين 11 و,12 وبواقع 3000 دينار ذوي الأصناف 13 فما فوق. من جهة ثانية، أخضع المرسوم صرف تعويض الخبرة البيداغوجية كل شهر، إلى نسبة محددة ب4 في المائة من الراتب الأساسي وذلك عن كل درجة لموظفي التعليم والتربية والتوجيه والإرشاد المدرسي والمهني وكذا موظفي التغذية المدرسية، على أن يتم إخضاع العلاوات والتعويضات المذكورة أعلاه إلى اقتطاعات الضمان الاجتماعي والتقاعد. وأعلن وزير التربية أبو بكر بن بوزيد أن نسبة التحاق الأساتذة بمناصب عملهم قد بلغت صبيحة أمس (أخر أجل حددته الوزارة قبل اتخاذ إجراءات تأديبية)، بلغت ''92 بالمائة''، وقال بهذا الخصوص أن ''هذا الإضراب الذي فقد معناه لم يعد مشكلا بيداغوجيا وإنما أضحى مشكلا سياسيا''، في إشارة إلى المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، الذي رفض الامتثال لنداءات الوزارة وقال عنه بن بوزيد ''لم تتلق الوزارة منه ولحد الساعة أي إشعار بوقف الإضراب''. وشدد الوزير، أن السنة الدراسية ''لن تكون بيضاء''، حيث سيتم إقتطاع أسبوع من العطلة الربيعية أو التدريس خلال أيام السبت (عطلة رسمية) على مدار شهر لتدارك التأخر المسجل جراء الإضراب. وجدد الوزير، التلويح بالإجراءات التي ستتخذ في حق الرافضين إنهاء الإضراب، وقال إن الزيادات التي إستفاد منها عمال القطاع والتي ''صدر القرار الخاص بها في الجريدة الرسمية'' هي زيادات ''معتبرة لم يسبق لها مثيل كلفت الدولة 420 مليار دينار، 310 مليار منها مخصصة للأثر الرجعي''. ويحتج عمال قطاع التربية على بعض التفاصيل التي صاحبت الزيادات سيما نظام المنح والعلاوات. وأعلن بن بوزيد، أن الوزارة ستلجأ إلى التركيز على المرافقة النفسية للتلاميذ الذين تضرروا من هذه الوضعية وكذا مراقبة المؤسسات التربوية إبتداء من الأسبوع المقبل ''حتى لا يكون هناك حشو أو تسرع في الدروس'' وأن ''مواضيع الإمتحانات لن تخرج عن نطاق ما تم تدريسه فعليا''. وهدد وزير التربية أبو بكر بن بوزيد، أنه سيرفع دعوى قضائية ضد النقابات الرافضة الامتثال لأوامر العدالة بوقف الإضراب واستئناف العمل، وأكد أن هذا القرار لا يعتبر تعسفا ضد النقابات المضربة بقدر ما يعتبر خدمة لمصلحة التلميذ وحماية لمستقبله. ومن جهته، ناشد خالد أحمد، رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، الاساتذة المضربين إلى تغليب مصلحة التلاميذ والتحلي بروح المسؤولية.هذا، وتواصل إضراب التربية بأغلب ثانويات الوطن، أمس، حيث بلغت النسبة الوطنية 85 بالمئة، وأفضت قرارات الجمعيات العامة للمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني إلى ترك الفصل للمجلس الوطني الذي سينعقد اليوم، فيما استأنفت الدراسة بالطورين المتوسط والابتدائي عقب إعلان الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بتعلق الإضراب، والعودة إلى التدريس بداية من يوم أمس.