تتجه الأنظار غدا الجمعة صوب القاعة البيضاوية بمركب محمد بوضياف بأعالي العاصمة موقع عقد المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني بالنظر الى ما يشكله هذا الموعد من اهمية ليس فقط بالنسبة للحزب ومناضليه وقياداته ولكن بالنسبة أيضا للدور الذي يلعبه الحزب العتيد في الحياة السياسية للبلاد وفي منظومة الحكم المستقبلية. وينتظر أن يشارك في هذا الموعد السياسي الأهم في حياة كل تشكيلة سياسية 3600 مندوب إضافة الى مدعوين من أحزاب سياسية وطنية وأجنبية. وحسب معلومات مطلعة، فإن أولى المسلمات التي تم التأكيد عليها من طرف قيادات الحزب المؤثرين، هي ترشيح عبد العزيز بلخادم أمينا عاما لعهدة ثانية، واغلاق الباب أمام أي مترشح آخر قد يحدث مفاجأة في المؤتمر وللمؤتمرين، إضافة إلى ''اعتماد صيغة الرئيس الشرفي للحزب'' الذي هو لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة باعتباره ''صاحب الأفضال'' على الحزب العتيد منذ مجيئه الى الحكم سنة .1999 وفي هذا الصدد، يقرأ المتابعون لشؤون الأفالان، عدة رسائل سيحاول بلخادم إرسالها إلى المشاركين والخصوم الذين يرفضون وجوده على رأس أكبر حزب في البلاد. الاولى أن المؤتمر سيكون هذه المرة ''جامعا رغم أنف الرافضين له''، حيث نقل عن بلخادم قوله لكبار قيادات الحزب أن المرحلة القادمة من عمر الأفالان ستعرف تكريسا لحالة الاستقرار الذي نجح في إرساء قواعدها خلال السنوات الخمس الماضية من خلال إعادة هيكلة المكاتب الولائية والبلدية "المحافظات والقسمات''. وطبقا لهذا المنظور، فإن مهمة بلخادم القادمة ستنحصر في الحفاظ على صفوف الأفالان بشكله الجديد مستقرة وموحدة، على اعتبار أن الأولوية التي تتصدر نشاطه للسنوات الخمس المقبلة تنحصر في أمرين اثنين أو موعدين سياسيين هامين للغاية، الأول يتعلق بالانتخابات التشريعية المرتقبة في 2012 عبر ترسيخ أقدام الحزب كأول قوة سياسية في البلاد، والثاني الاعداد الجيد للانتخابات الرئاسية المقررة في 2014 حيث تعتبر جبهة التحرير الوطني أهم صمام أمان للبلاد وللسلطة معا.. فقد اصطلح سياسيا منذ عقود طويلة على أن من يمسك بزمام أمور الأفالان يمسك بالسلطة وباستقرار المؤسسات لما للجبهة من تأثير وامتداد شعبي وجماهيري واسع بفضل موروثها التاريخي وإليها يعود فضل تحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي. غير أن الجديد هيكليا، فإن مصادرنا في داخل الأفالان، تؤكد أن بلخادم اعتمد هذه المرة سياسة نوعية في طريقة تعامله مع مستجدات الحزب لا سيما من أجل الوصول إلى تطويق حالة الغضب الداخلي التي قد تلقي بظلالها على مرحلة ما بعد المؤتمر، وإن بقيت احتمالات حدوث مثل هذا الكلام ضئيلة جدا. ومن ملامح هذه السياسة فتح الباب أمام المرأة الجزائرية في تبوؤ مقعد في المكتب السياسي الجديد، بالإضافة إلى تخصيص مقعد لمناضل شاب يكون سنه أقل من 40 سنة، في إطار حرص الحزب على تطبيق توصيات رئيس الجمهورية الخاصة بفتح باب العمل السياسي أمام المرأة وتشبيب قيادة الحزب وتطعيمها بدماء جديدة ومن عنصر الشباب. ومما يسعى بلخادم إلى تحقيقه من هذا المؤتمر، إعادة ترتيب بيت الأفالان الداخلي، عبر إعادة توزيع مقاعد المناصب إلى الأسماء التي أثبتت قدرتها على الحفاظ على استقراره. وفي هذا الصدد، تحدث مقربون من بلخادم ل''المستقبل'' عن عودة عبد القادر حجار سفير الجزائر حاليا في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، لعضوية المكتب السياسي للحزب، وإسناد منصب لرئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري خلفا لزميله السابق عمار سعداني، الذي كان يتولى منصب الأمين الوطني المكلف بأعضاء المجالس المنتخبة أو المنتخبين.