فتحت الطبعة العاشرة لمهرجان الفيلم الامازيغي الأبواب لإبداعات ووجوه جديدة للظهور واقتحام عالم الفن السابع من بابه الأوسع ومنافسة كبار فن السينماطوغرافيا، وقد تعرف جمهور تيزي وزو أول أمس الخميس على المخرج الشاب ''عمر بلقاسمي''، هذا الاسم الجديد الذي تمكن خلال 22 دقيقة التي استغرقها فيلمه ''دهية '' من اقتحام قلوب الحضور والتفافه حوله دون منافس. وتقربت المستقبل من المخرج الذي حدثنا في هذا الحوار عن عمله ومجريات المهرجان . ؟ كيف تجري فعاليات المهرجان في طبعته العاشرة ؟ ❊❊ إن هذا المهرجان الذي أشارك فيه لأول مرة اكبر فضاء للتعارف والتنافس، وفرصة كبرى تفتح أمام كل مخرج سينمائي لعرض منتوجاته أمام أنظار المختصين وعشاق السينما. وحاليا فان سلسلة العرض تجري بصفة منتظمة تحت تشجيعات الجمهور الذي يرافق لجنة التحكيم وتمتلئ به القاعات يوميا. وفي الحقيقة أن المشاركين في المهرجان وإن لم يحظوا بالزيتونة الذهبية فقد حصلنا كلنا على جائزتنا مع امتلاء القاعة وتشجيع سكان المنطقة لأعمالنا، فهذا هو الفوز الأكبر في نظري، وأنا ممتن لكل من حضر العرض وشجعني ورؤيتي لدموع الحضور خلال مشاهدة فيلم ''دهية'' موقف لن أنساه .. ؟ كيف تقيمون مستوى السينما الأمازيغية بعد 10 سنوات من انطلاق المهرجان ؟ ❊❊ بكل صراحة يصعب الحديث عن السينما الامازيغية في منطقة تواجه فيها السينما بصفة عامة عدة عراقيل ومشاكل، لكن وبفضل جهود العديد من عشاق الفن السابع فقد تحسن منتوج السينما الناطقة بالامازيغية وتعددت المواضيع وتنوعت وجلبت اهتمام الكثيرين. ونحن نسعى لفتح الحدود للابداع، فالسينما فن عالمي وأرفض الحديث عن سينما امازيغية بل أفضل الناطقة بالامازيغية، فالفن موحد ولغة التعبير هي التي تختلف من بلد لآخر والتظاهرات التي تنظم مثل المهرجان تشجع السينما والمخرجين أكثر. ؟ نعود لقصة فيلم ''دهية'' الذي تشاركون فيه في سباق الزيتونة الذهبية. من أين أتت فكرة تجسيد معاناة المرأة القبائلية خلال غياب الزوج؟ ❊❊في الحقيقة إن القصة ليست من نسج مخيلتي، بل هي قصة حياتي أنا ووالدتي، فقد تركنا والدي وانا طفل صغير وتوجه لديار الغربة دون عودة. وعانت والدتي الامرين في تربيتي ومواجهة الجوع ونظرات سكان القرية. وقد وعدت والدتي منذ صغري بترجمة حياتنا في فيلم وفعلت ذلك واخترت اسم ''دهية ''في الفيلم الذي يمثل جل نساء العالم اللائى يعانين ويتحملن مسؤولية تربية الأبناء بعد رحيل الزوج. وفي هذا الفيلم الذي عرض اليوم يعيش الطفل ''امزيان'' مع والدته ''دهية'' في قرية بمنطقة القبائل. رحل الزوج إلى فرنسا تاركها تعاني الجوع وتكسب قوت عيشها لوحدها من خلال عملها بالحقل. وجمال هذه المرأة القبائلية ''دهية'' تحول مع غياب زوجها من نعمة إلى نقمة وأصبحت في نظر بعض رجال القرية فريسة يطمع فيها الكثير. وقررت الزوجة أن تبقى وفية وتحافظ على كرامة العائلة في أمل عودة زوجها من ديار الغربة وكان ابنها امزيان مصدر قوة. وأن بكى الحضور في القاعة للقصة فهذا لان أغلبية نساء منطقة القبائل عايشن الظروف نفسها. ؟ وصفتم المعلم في فيلمكم بشخص مجرد من الأحاسيس، فلماذا ذلك؟ ❊❊ كما قلت لكم أن الفيلم منبثق من حياتي وما حدث بين الطفل امزيان ومعلمه الذي لم يحاول تفهم وضعيته وقام بحرمانه من الحصص الدراسية وأهانه أمام التلاميذ طالبا منه رؤية أمه مع غياب والده، واعلم أن ذلك أزعج الأساتذة الحاضرين في القاعة ولم يخفوا ذلك كما لاحظتم خلال تدخلاتهم، لكني أؤكد أن الشخصية لا تعني جميع المعلمين. ؟ هل هناك مشاريع أخرى في الأفق تضاف إلى فيلم''دهية '' و''الامازيغ في المغرب''؟ ❊❊ إنني حاليا بصدد التحضير لإخراج فيلم باللغة الامازيغية حول موضوع تدهور الحالة الاجتماعية بالجزائر وبطل الفيلم رب عائلة فقد عمله وواجه الجوع والشارع وفقدان الكرامة وانتهى به المطاف لوضع حد لحياته.