اضطرت سلطات الطيران في بريطانيا يوم أمس إلى تمديد حظر الطيران وفرض إغلاق تام للمجال الجوي إلى غاية وقت لاحق من نهار اليوم، فيما أعلنت شركات الطيران إلغاء جميع رحلاتها الداخلية والخارجية إلى غاية يوم غد الاثنين، وذلك بسبب كثافة السحب الرمادية الناجمة عن نشاط أحد البراكين في أيسلندا. وتوقفت الملاحة الجوية بشكل نهائي منذ منتصف نهار الخميس الفارط، الأمر الذي تسبب في إلغاء آلاف الرحلات، ليس في بريطانيا وحدها بل في عديد من الدول الأوروبية على غرار فرنسا وألمانيا والدنمارك وسويسرا وبلجيكا. وتوجد المطارات البريطانية منذ أول أمس في حالة شلل تام، فيما عجت المطارات بالطائرات المتوقفة، وذلك لأول مرة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر ,2001 حيث أغلقت السلطات المجال الجوي البريطاني آنذاك خوفا من وقوع هجمات مماثلة. وذكرت سلطات الطيران المدني يوم أمس أن الوضع يزداد تعقيدا وغموضا مع استمرار السحب البركانية في تغطية الأجواء الأوروبية، مؤكدة أن حظر الطيران سيستمر إلى غاية انجلاء الغيوم وزوال الخطر. ويؤكد مهندسو الطيران أن الرماد البركاني يعد من أخطر المواد التي تصيب محركات الطائرات بأعطاب فورية وفي أغلب الحالات تتوقف عن العمل كلية. وسبق لطائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية أن نجت عام 1982 من كارثة حقيقية فوق سماء جاكرتا بعدما مرت وسط سحب رمادية في إندونيسيا ما أدى إلى توقف محركات طائرة البوينغ 747 الأربعة، إلا أن قائد الطائرة نجح في تنفيذ هبوط اضطراري ناجح. وفيما أكدت وكالة المراقبة الجوية الأوروبية أنه تم يوم الجمعة إلغاء 60 بالمئة من الرحلات الأوروبية أو ما يعادل 17 ألف رحلة، كشفت شركة كاي بي أم جي للمعلومات الاقتصادية أن شركات الطيران البريطانية ستتكبد خسائر يومية تفوق 200 مليون دولار، بينما تضرر إلى غاية اليوم أكثر من مليون مسافر وعدد غير معلوم من العالقين خارج البلاد. ويعتقد خبراء أن الشركات المعنية ستحتاج على الأقل لعشرة أيام قبل إعادة الأمور إلى طبيعتها.