شددت وزارة العدل، في ضوابط أداء مستخدمي السجون، بحظر الانتماء السياسي لأي مستخدم، وحظر اللجوء إلى الإضراب، في سعي إلى تحديد مسؤوليات كل طرف خلال الخدمة، وأخذت الجزائر بعين الإعتبار ''الإنتقادات'' الموجهة لمسؤولين عن السجون من منظمات غير حكومية لتعلن من حين لآخر إجراءات في صالح النزيل وعمال المؤسسات على حد سواء. حظرت الحكومة على أعوان السجون إفشاء السر المهني، وألزمتهم بواجب التحفظ، كما منعتهم من الانتماء إلى حزب سياسي أو تنظيم نقابي، ونفس التشديد طبق على المتربصين الملتحقين بالسلك بعد مسابقات تربص وتوظيف، حددت شروطها وكيفياتها المديرية العامة للسجون، كما منع القرار إضراب أعوان السجون، المحددين في رتب مختلفة، وفقا لتصنيف جديد، وأقرت إدارة المؤسسات العقابية، تربصات تطبيقية لفائدة ''رقباء السجون'' تدوم ستة أشهر، وتخص تلقين قوانين إدارة السجون، وتصنيف النزلاء داخل قاعات الحبس، وتلقين نظام حبس المحكوم عليهم بالإعدام. وتأتي الإجراءات الجديدة بعد تشاور مع مختصين ومسؤولين ومراعاة للقوانين الدولية، لتحسين أداء الأعوان وظروف الحبس وآليات إدارة السجون في الجزائر. حيث تحاول إدارة السجون الجزائرية أن تنفتح على وفود حقوقية أجنبية ووطنية وجمعيات مجتمع المدني والصحفيين والصليب الأحمر الدولي، للاطلاع ميدانيا على ظروف المساجين والتطور الذي تعرفه إدارة وتسيير السجون. وقد جرى التنسيق والتعاون، في هذا السياق، مع عدد من الدول الأوروبية كبلجيكا وسويسرا وكندا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، وهي الدول التي تملك تجربة ثرية في إصلاح السجون وإعادة تربية وإدماج المساجين، وخفض نسبة العود إلى الجريمة التي بلغت في الجزائر 24 بالمئة،. وتشتغل لجنة وزارية مشتركة على مراجعة وتعديل القانون الخاص بإعادة توظيف المساجين والمسبوقين قضائيا الحاصلين على شهادات، وتعتقد الحكومة أن ''السياسة العقابية'' المفروض أن تتحول نحو إزالة العراقيل التي كانت تواجه إدماج هذه الفئة في عالم الشغل، حيث ستتمكن من ممارسة أي نشاط تجاري أو صناعي من خلال المواد الجديدة التي سيتضمنها القانون، وتم وضع العديد من الاقتراحات مع أخذ بعين الاعتبار قوانين التجارة والعمل وضمن القرار الوزاري المشترك، الشروط المذكورة، التي تضاف إلى شروط أخرى عديدة تتصل بمهام ووظيفة الأعوان والمستخدمين، في وحدات دراسية عددها 51 وحدة، يدرسها المتربصون لمدة ثلاثة أشهر فما فوق، بعد نجاحهم في المسابقات، وتتضمن الوحدات أيضا، حقوق الإنسان والمواطن، ووحدة تخص تلقين علم النفس وأساليب معاملة المحبوسين وإعادة إدماجهم اجتماعيا، بالإضافة إلى دراسة اللغتين الفرنسية والإنجليزية والإعلام الآلي. وشددت على أن القوانين الجديدة تتعامل بصرامة مع أي من التجاوزات اللفظية أو الجسدية، حيث لا يمكن التسامح مع أي تجاوز ضد سجين، مع مراعاة ''أخلاقيات المهنة'' وتأتي التدابير الجديدة التي أقرتها إدارة السجون، في سياق شامل لإصلاح المنظومة العقابية في الجزائر، والتي بدأت بإصلاح السجون، والرفع من الكفاءات المهنية لمستخدميها.