كشف رياض بودبوز، لاعب المنتخب الجزائري لكرة القدم، ونادي ''سوشو'' الفرنسي في حوار مطول أجراه معه موقع ''سي . ان . ان'' ، أن الخسارة التي مني بها ''الخضر'' على يد الغابون ما هي إلا تعثر يلحق بأي منتخب، وتأسف للجماهير التي تنقلت إلى الملعب وعادت خائبة نتيجة الوجه الشاحب الذي كشفت عنه التشكيلة الوطنية. " لعبنا مباراة الغابون مرهقين..'' وقال بودبوز عن التجربة التي كانت له مع المنتخب في بطولة كأس العالم الأخيرة بجنوب أفريقيا، إنها سمحت له بكسب خبرة إضافية وبالتعلق أكثر بوطن أجداده، وأن مشاركته في المونديال عززت أكثر من قيمته وسط زملائه في نادي ''سوشو'' ، الذي يلعب معه في بطولة الدرجة الأولى الفرنسية. وفي رده عن سؤال حول النتيجة التي كانت سلبية أمام الغابون قال بودبوز '' بالنسبة للاعب محترف هذه الأمور لا نفكر فيها أصلا، خاصة لما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني وبالجزائر. فحتى التعب يزول والإرهاق لا يكون، فنحن وبعد أن بدأنا مرحلة الجدية في أنديتنا تحضيرا للموسم الجديد، أصابنا بعض التعب، وهذا ما ظهر بوضوح مع بداية المباراة خاصة وأن اللقاء كان في أول يوم من رمضان، ومع فترة الصيام في النهار، أعتقد أنها أثرت بعض الشيء علينا. وعلى كل حال، النتيجة في نظري لم تكن تهمنا كثيرا أمام الغابون بقدر ما كان يهمنا الأداء والتنسيق وكشف مستوى جيد لأنصارنا. "سنفقد صفة المنتخب المونديالي إذا ما واصلنا على هذا المنوال'' وعن تذمر الجمهور الجزائري رد بودبوز ''في مثل الظروف التي لعبنا فيها المباراة، والغيابات الكثيرة التي كنا نشتكي منها من دون شك وجد معها المدرب الوطني صعوبات في ضبط الأمور، ونحن بدورنا أيضا وجدنا أنفسنا في حالة من عدم التوازن خاصة مع بداية اللقاء والهدف المباغت الذي سجلته علينا الغابون، لا شك جعلنا نفقد بعض الشيء من تركيزنا، ونلعب بنوع من التسرع. هذا الأمر في نظري تسبب لنا في فقدان تركيزنا في المباراة. أما المنتخب المونديالي، فإذا ما لم نشتغل ونجتهد ونعمل بجد فأكيد صورة المونديالي لن تبقى حاضرة وسنفشل في تشريفها إذا ما واصلنا بهذه الطريقة في اللعب. "الخلل ليس في رابح سعدان '' ودافع بودبوز بأخلاقه الرياضية عن الناخب الوطني رابح سعدان حين أردف يقول ''الخلل ليس في المدرب الوطني، فهو يقوم بعمل كبير وأنا شخصيا أتشرف بالعمل معه وأن أكون ضمن التعداد الذي يحمل الألوان الوطنية.. لكن المشكل أو الخلل يكمن، بحسب نظري، في التوزيع التكتيكي للاعبين، والرغبة من الجميع في تجسيد الثقة والمسؤولية التي يضعها فينا الجمهور .. وإذا ما حضرت الرغبة وشعر كل لاعب بالمسؤولية فإن كل التحديات ستزول أمامنا، مثلما كان عليه الحال في دور التصفيات المؤهلة إلى كأسي العالم وأمم أفريقيا''. وفي تعليقه على الخسارة أمام الغابون شرح وجهة نظره كالآتي ''هي خسارة بكل صراحة قاسية ولم نكن ننتظرها أصلا، خاصة وأننا كنا نتمنى أن نلاقي فيها أنصارنا بفوز نجسد به اعتزازنا وفرحتنا بملاقاتهم.. فالغابون ركزت في طريقة لعبها على الهجمات المرتدة، وهذا ما نجحت فيه، على العكس منا، حيث ضيعنا فرصا كثيرة.. أتمنى أن نكون قد استفدنا من هذه الدروس، قبل أن ندخل معترك تصفيات كأس أمم أفريقيا، ومباراة تنزانيا التي تنتظرنا مع بداية شهر سبتمبر المقبل''. "لا يجب استسهال تانزانيا...ولقاء المغرب داربي'' وبدا ببوز متخوفا من التحضيرات لتنزانيا قائلا ''في الحقيقة ليس من السهل أن تحضر لمباراة كبيرة وقوية أمام منتخب تنزانيا، الذي علمنا أنه يملك لاعبين أغلبهم ينشطون في البطولات الأوروبية، وتقول إنك في ظرف قصير جاهز لها.. كما أنه لقاء يحتاج لوقفة تحليلية من الأنصار والتفاف قوي من الجميع حول المنتخب، لأن نتيجة اللقاء مصيرية، وتتحدد على ضوئها نقاط كثيرة. وعن رؤيته للداربي المغاربي الذي سيجمعهم بالمنتخب المغربي، أكد بأن اللقاء سيكون داربي مغاربي، خاصة بين منتخبين يعرفان بعضهما البعض جيدا، فضلا على هذا فإن أغلب أصدقائنا في فرنسا هم مغاربة، يعني حتى حينما جرت القرعة وأوقعتنا مع المغرب، ومن ذلك اليوم والناس يتحدثون عن اللقاء، وهي فرصة أقول فيها إن المباراة ستأتي لتؤكد صدق العلاقة التاريخية والأخوية التي تجمعنا بأشقائنا المغاربة، ومن يفوز ويتأهل سنناصره ونشجعه. "أنا لاعب أحب كثيرا المراوغات'' وعن سر تألقه في اللقاء الأخير الذي جمع ناديه ''سوشو'' في افتتاح البطولة الفرنسية ضد ''أفنيون''، والتي احدث من خلالها اللاعب الوطني كامل معطيات اللقاء، بمراوغاته وتمريراته أجاب بصراحة ''أنا لاعب أحب كثيرا المراوغات، كما أعرف جيدا أن الجماهير تتمتع بالفنيات واللعب الاستعراضي، ولهذا، فإن كانت لدي هذه المهارة فلماذا أحرم الجمهور من التمتع بها، خاصة وأنه يحب مثل هذه الأمور ويتفاعل معها كثيرا.. لكن هذا لا يعني أنني اعتمد عليها في كل اللقاءات، علما أنه لا يجب الإكثار منها، حتى وإن كانت لازمة في بعض المرات، فإنك تضطر لنزعها. وعن سطوع نجمه رغم صغر سنه، اعتبر بودبوز، ان هذا الأمر يعجبه كثيرا حين قال ''يعجبني كثيرا ويجعلني في نفس الوقت أفرح بأن يطلق علي لقب ''مدلل الخضر''، ولو أنني أرى أنها مسؤولية كبيرة، لاسيما لما نعرفه في أن اللاعب حينما يخطأ في مراوغة وتؤخذ منه الكرة، إذا ما أفرط طبعا في المراوغات، فإن الدنيا كلها تنقلب عليه، وهذا ما أدركه بشكل جيد وأحتاط له في كل مباراة.