''نيما باسي'' حين يكتب ويؤلف الأغاني التي يؤديها ينظر بانتباه شديد لما يحدث حوله، وسط مجتمعه أو حتى على الصعيد الدولي، ألّف مع مغني راب فلسطيني منذ عدة سنوات ''قضايا منسية'' حول غزة، أغنية مؤثرة، حول معاناة سكان غزة وسيصدر ألبومه الثالث ''نقطة إلى السطر'' خلال أيام وقد ضمنه جزء ثاني لأغنية ''قضايا منسية'' التي عرفت اهتماما كبيرا في الجزائروفلسطين وحتى في دول عربية أخرى، في هذا الحوار يعود بذاكرته إلى بداياته الأولى في مجال الغناء، حيث بدأ مع فرقة ''دوبل كانون'' وصقل موهبته، وهاب، أحد أعضائها. - أنجزت أغنية عن غزة في 2004 مع الفنان رامي الفلسطيني كيف راودتك الفكرة؟ ❊❊إختياري لأداء أغنية حول غزة يعود إلى عدة سنوات خلت، وهذا حتى قبل لقائي مع فنان الراب الفلسطيني رامي، الذي تعرفت عليه في الجزائر ،حيث حضر اكمال دراسة، فأنا كأي مواطن جزائري متضامن مع القضية الفلسطينية باعتباري مواطنا عربيا وما عمّق فكرة إنجاز أغنية ''قضايا منسية'' أنه بعد مرور سنوات على صداقتي برامي، أعاد إلى ذاكرتي هذا الحلم في إنجاز أغنية حول غزة وما يعانيه المواطنون الفلسطينيون من حصار حينها طلبت من رامي التريث وفعلا قمنا بدراسة الموضوع وهو الأمر الذي سهل تأليف الأغنية وتلحينها، حيث أصبحت جاهزة في .2004 - هل عرفت أغنية ''قضايا منسية'' نجاحا؟ ❊❊ حازت الأغنية على الجائزة الأولى في مسابقة الراب العربي واحتلت المرتبة الأولى على موقع عرب. راب، لمدة ثلاث سنوات، ونالت شهرة واسعة في فلسطينوالجزائر. - هل من جزء ثاني للأغنية؟ ❊❊أعددنا أغنية: ''قضايا منسية'' وستصدر ضمن ألبومي الجديد ''نقطة إلى السطر، وتناولنا فيها كل الأحداث التي وقعت في غزة من 2004 إلى ,2009 والمميزة في هذه الأغنية خلافا للجزء الأول، أن الموسيقى تحوي طبوعا موسيقية فلسطينية فالإيقاع متغير قليلا. - ألبومك: ''نقطة إلى السطر'' الذي سيصدر قريبا يعد ثالث ألبوم بعد ''ولد الشعب 2002 ''grave أنا'' ,2004 تناولت فيه بعض المشاكل التي تواجه الصحفيين في مهنتهم، لماذا هذا الإهتمام؟ ❊❊ لقد تعرضت لمشاكل الصحفيين في أغنية ''نقطة إلى السطر'' وأيضا للصعوبات التي يواجهها اللاعبون الرياضيون والفنانون، وأعتقد أن الفنان كائن يتمتع بحس مرهف، ويتعامل بإنسانية مع الآخرين وأظن أن الفنان أقرب إلى الصحفي في مهنته، فالفنان يكتب ويدوّن المواضيع التي تثيره، أي قضايا شعبه والشعوب العربية يحسّ بها ويتفاعل معها، وكذلك يفعل الصحافي، وأرى أن هدفهما مشترك. - لا تكتفي في كتابة نصوص أغانيك، على التأليف دون البحث ، فأنت تعتمد على المطالعة والبحث في الطبوع العربية وخاصة الشرقية. ❊❊ بالفعل لقد قرأت كثيرا عن الموسيقى الشرقية، وأردت من خلال ذلك، استعارة بعض الطبوع الشرقية ودمجها مع بعض الطبوع الجزائرية، وهذا ما يحقق نقلة نوعية في أغنية الراب الجزائرية، فمعظم المغنيين الجزائريين في مجال الراب يقلدون كل ما هو أمريكي، أرى أنه من الأفضل أن يغترف الفنان الجزائري من الموسيقى الشرقية ، إنها أقرب إلى ثقافته. - يعتقد الكثيرون أن فنان الراب، مغني، يرتدي سروال جينز يؤلف أغنية أو اثنتين ثم يسجلها ويؤديها في حفلات يشارك فيها؟ ❊❊ الراب رسالة، إنه فن أصيل، كلمات محترمة، على الفنان أن يؤديها باحترام أوليصمت، إنّ الراب ليس ما يعتقده البعض وكما قلت ارتداء سروال جينز وحفظ بعض الكلمات، إنه كلام بليغ حكمة كما أؤكد على نقطة أخرى مهمة وهو أن الراب في الجزائر يجب أن يكون مستمدا من عمق ثقافتنا وحضارتنا العربية. - يساهم الوسط العائلي كثيرا في صقل ميول الأطفال، هل كان في عائلتك من اهتم بالفن، فسرت على ذلك الدرب؟ ❊❊ كان والدي موسيقارا، أما والدتي فولعت بالموسيقى الشرقية، ونشأت وسط عائلة تهتم بالفن وفي صغري كنت أستمع للأغاني وأفهم الكلمات عن طريق الإنسجام والتوافق الموسيقي، وأحببتُ الموسيقى الشرقية التي كانت بالنسبة لي أكثر تعبيرا، وحتى الموسيقى الجزائرية، فقد اهتمّت والدتي بالإستماع إليها كأغاني زليخة، أحمد وهبي وعبد القادر شاعو. - وكيف اخترت فن الراب، رغم وجود طبوع أخرى في الجزائر؟ ❊❊ بدايتي في مجال الغناء كانت في 1998 مع فرقة ''دوبل كانون'' كنت قريبا من وهاب، لقد صقل موهبتي في غناء الراب، كنت صغيرا، وكان هو يرشدني ويعلمني كيف أكتب وأن أهتم بالمعنى وألحن نصوصا، وكنت أشارك مع فرقة دوبل كانون على الخشبة، وفي 2000 كدت أسجل ألبوما تحت إشراف الفرقة، لكن الظروف لم تكن مواتية وتم تأجيل المشروع.